وبذلك تخلص من الظمأ الغادون والرائحون والحجاج والمقيمون فى تلك القلعة والدال على الخير كفاعله ، وقد جاء فى أحد التواريخ ذكر قلعة القصير والبئر والقصر الذى فى جانبها وتاريخ بناء هذا القصر هو عام ١٠٨٣.
ومضينا تسع ساعات فى طريق دلنا عليه العبابدة وصلينا الصبح على شاطئ النيل وتناولنا طعام الإفطار فى بلدة تسمى :
انبوطه
واسترحنا ثلاث ساعات ، وهى بلدة على بعد ثمانى ساعات من قنا بها خمسون بيتا ، واجتزنا على شاطئ النيل قرى بيوتها مبنية بالقصب وفى خيام العبابدة شربنا لبن النوق ، وبعد ثلاث ساعات بلغنا مدينة قوص.
أوصاف مدينة قوص القديمة
أقامها شداد بن عديم بن يود فى عهد شيرين قفطريم ، ومن أبناء قفط من يسمى قوص وهو الذى بنى المدينة لما آل إليه الملك ، وفى عام ١٤١٤ استبحر العمران فى مدينة قوص ، ففى هذا الزمان كان بالقرب من قوص مدينة خربة ومنها فر أهلها من خشية مرض الطاعون إلا أنهم لم ينجو من الطاعون وهلكوا مع أهل قوص ، ومنذ هذا العصر لم تعمر قوص ، ويقول بعض المؤرخين إن شداد بناها وكانت حديقة إرم ، وقد اختلف العلماء داخل مصر وخارجها فى بناء هذه المدينة. وعلى حد قول كعب الأحبار لم يجتمع العلماء على رأى فى من هو بانى قوص إنها مدينة طيبة الهواء يعجز الوصف من عظمتها إن جوها هو جوّ حلب أو جو معرّة النعمان ، وقبل فتح مصر استولى عليها الأسود بن مقداد من القبط ، وبعد الفتح بحثوا فى أرضها عن كنوز ووجدوا عمودا منهدما ، ولوجود العقارب بها فرّ العسكر وظلت المدينة خربة إلى أيام عبد الملك بن مروان من خلفاء بنى أمية ، وسبب خراب هذه المدينة طوال تلك الفترة هو كثرة العقارب ولكن العقارب لا تصيب أهل هذه المدينة بضرر ولقد شاهدت أنا هذا العمود المنهدم ، وقد رسم عليه صورة عقرب وقد كتب أسفل العمود سطور ، ويراه كل من يمضون فى