ذكر آصرة القربى بين الإنسان والنخل وشجر الجوز الهندى الأسود
فى كل عام فى قرى مصر يضعون سعفة من نخلة ذكر فى قلب النخلة الأنثى وذلك لإتمام عملية التلقيح بين النخلتين. وفى هذا العام تثمر النخلة الأنثى أكثر من خمسة عشر عرجونا (١).
وإذا لم يصنعوا ذلك لا تثمر النخلة الأنثى.
والنخلة الأنثى تحيض مرة فى الشهر وهى كالإنسان لها قلب فإذا ما قطعته جفت ، أما إذا قطعت سعفها نمى غيره وازدادت النخلة طولا.
ويسمون قلب النخلة «قلب البلح» وهو شىء لذيذ الطعم مقو للباه ، ويستعمله الرجال فى مصر الذين عجزوا عن الباه ، إنه فى لون الجبن وطعم اللبن ، وتوجد هذه المادة بين ألياف السعف فى رأس النخلة.
ويقولون إن ثمة قربى بين الإنسان وهذه النخلة ، فعندما خلق البارى آدم عليهالسلام من قبضة من تراب خلق مما تبقى من التراب النخل وشجر الجوز الأسود الهندى وشجر الوقواق ، وما تبقى من التراب خلق منه «يبروح الصنم» أى عبد السلام وهو عشب له شعر ولحية كالإنسان ، ومنه الذكر والأنثى ، فهو عشب له صفات بنى الإنسان. ويقولون إن هذا العشب خلق كذلك من التراب ، «يفعل الله ما يشاء».
ـ أكلة الثعابين الحية :
ومن عجب أن فى مصر قوما يأكلون الثعابين وهى حية ، وإذا ما ظهر ثعبان فى منزل أحد جاءوا بأحد من أكلة الثعابين هؤلاء ونفخ فى مزماره ، فتتجمع حوله جميع الثعابين فيصارعها ويقبض عليها كلها ، ويضعها فى مخلاته ويمضى بها ، وبذلك تكون النجاة من هذه الثعابين.
ويقترب هؤلاء من أحد الأشخاص ودون أن يدرى هذا الشخص يخرجون من جيبه وحصنه العقارب والأفاعى وقد يخرجون من جنب أحد الأشخاص التفاح والخوخ والعنب فى غير موسم هذه الفاكهة. وفى بعض الأحايين يخرجون من حضن بعض
__________________
(١) العرجون : العذق. وهو من النخلة كالعنقود من العنب. والجمع عراجين. المعجم الوجيز ص ٤١٢.