خرجنا من قلعة صاى فى رفقة من أحد عشر رجلا من الفونج والبربر ورافقنا أهل القلعة ساعتين ، ثم ودعناهم وقد حذرونا من مرض يصيبنا هناك ثم عادوا إلى القلعة ، ومضينا فى صحراء على شاطئ النيل ، فى طريق مستقيم مع الجند وعبرنا بقاعا لا ماء فيها حتى وصلنا ماغرات :
أوصاف ولاية فونجستان وقلعة ماغرات زاغستان
إن هذه القلعة تحت حكم حسين خان ويسمونه فى هذه الديار الوزير وقد فتح هذه القلعة أوزدمر بك على عهد الطواشى سليمان باشا والى مصر ، ثم استولى عليها أهل الفونج بعد أربعين يوما وما زالت إلى اليوم فى حوزتهم ، وحسين بك من عرب كلابش ، ومن أتباعه سبعة عشر ألفا من المحاربين وهم يسكنون خارج هذه القلعة وتحت حكمه سبعة عشر قلعة ويسمى حاكم فونجستان دلكير ، وهو يتبع وزير مصر ، ولكنها الآن تابعة لمن يسمى يرار بك ويحكم تلك المدينة الآن من قبل حسين بك عطاء الله خان ، ولدى حسين بك خان رسائل من قبلنا ، وقد قدمنا إليه من طرف حاكم إبريم وصاى هذه الرسائل التى من أعيان إبريم وأعيان قلعة صاى وقد قبلها ووضعها على رأسه ، وأرسلنا إلى خان القلعة ، وأهدى إلينا سنّين من سن الفيل ، وقدم معنا من قلعة صاى مائتان من من يركبون الجمال فسلمناهم سن الفيل ، وقد عاد هؤلاء إلى القلعة بما يحملون.
وقلعة ماغرات قلعة صغيرة مربعة الشكل تقع على الشاطئ الشرقى للنيل ، وفيها أربعون أو خمسون بيتا من حصير ، ولهذه القلعة باب من خشب ينفتح على الجنوب وليس فيها سوق ، وفيها سبع أو ثمانى حانات للبوزة ، وجامع صغير المئذنة ، وقد أدينا صلاة الجمعة فيه ، وقد ذكروا فى الخطبة اسم ملك الفونج ، وأهل الفونج مسلمون على مذهب مالك وأرسل الحاكم فى الصباح إلى مائة رفيق مسلحين بالحراب ويركبون الجمال ، وكثير من خبز الذرة ، والخراف المطهوة ، وبطيخا ، وتمرا ، ومضينا على شاطئ النيل فى غابات أشجارها السنديان والأبنوس وهى أرض جبلية كثيرة الأحجار حتى تناره :