وعدة مقاه وحانة للبوزه ، وقبالة هذه القلعة قلعة طومبول ، وبها جامع بلا مئذنة ، وحاكمها هو ناصر بن طومبول ، وطومبول اسم قوم عظام وقد شاهدناها ، وعبرنا إلى الضفة الغربية ، ومكثنا فيها ثلاثة أيام بلياليها ، وقد وزعت الأسلحة على جميع الجنود ، وأخذوا أهبتهم للحرب ، وفى اليوم الرابع مضينا إلى الجانب الغربى فى جنود لا يقعون تحت حصر ، وقد مكثنا عند بحيرة فيله ، ويحمل من البحيرة فى كل يوم حمل مائة ألف جمل من الماء ، وفى الصباح مضينا ، وجملة القول أننا طوينا مرحلة بعد مرحلة فى مدة يومين وثلاث ليال.
صحراء ادريسك
فيها أربع قرى وفيها دارت رحى القتال وفى الصباح كانت المجانيق تنطلق من فوق ظهور الفيلة والمدافع أيضا تنطلق من فوق ظهور الفيلة وزحفنا نحو العدو ، وتلوت الفاتحة وأنا إلى جانب حسين بك ، ومضينا فى الصحراء أربع ساعات ، وهناك رأينا جند من الكفرة هبطوا علينا من الجبال وكانوا جندا كموج البحر ، وواجهوا جنودنا ، ولكننا لم نتقهقر حتى تقهقر العدو إلى الجبال ، وتفرقوا فى الصحراء ، أما جنودنا فصاحوا جميعا فى صوت واحد قائلين الله الله ، وهاجمونا بالخيول والجمال والفيلة ، وقد أطلقوا المجانيق وقد اختلط جنودنا بجنودهم فواجه الجندى جنديا.
وخلاصة القول أن المعركة دامت سبع ساعات وكانت غاية فى شدتها وضراوتها.
وفى وقت العصر عندما قيل انهدم بيره مخاف اطمأنت قلوب جنود الإسلام وقرت عيونهم أخبر حسين بك بقية جند الكفاح بالمجىء فقدموا وقت الغروب فمضيت إلى حسين بك وقدمت إليه التهنئة قائلا بارك الله فى غزواتك فرد بقوله هذا من فضل ربى ، ولفرط سروره بذل الأموال لنا جميعا ، وفى الصباح ارتحل عن هذا المكان وأمر الجند بالإغارة على عبدة النار ، أما غير الجند فبقوا تحت :
قلعة فردانية
ومضى الجند أفواجا لتخريب ديار عبدة النار ووجدوا فى قلعة الفردانية جميع