انتظام كما كان طليعة جنده خمسين ممن يحملون السهام وقد تغنوا بلغتهم وانطلقوا فى طريقهم ، وقرع أتباع الملك الطبول وعلى هذه الحال مضينا سبع ساعات على ضفة النيل.
أوصاف بلاد السودان
وصف قلعة دنقله المدينة العظيمة والعاصمة القديمة لبربرستان
على حد ما ورد فى تواريخ القبط أن أول من بنى هذه المدينة هو نقول بن حام بن نوح ـ عليهالسلام ـ ، ونوح نبى عاش ألف سنة وبعد أن أنجاه الله من الطوفان جعل يتجول وقد استوطن هذه البلاد ، ثم زوج ابنه حام فتاة فولدت له ولدا اسمه فى العربية دنقل وعلى مر الأيام كثر أولاد حام ونزل نوح وأولاده وقومه ذات يوم ضيوفا على حام ولحكمة يعلمها وجد الراحة عنده ، وانكشفت عورة نوح وهو نائم فقدم ابنه حام فرأى عورة أبيه قد انكشفت فجعل يقهقه ومضى بعيدا ودلّ على ذلك سام ويافث فأخذهما الخجل لما شاهدا عورة أبيهم وخرّا مغشيّا عليهما من فرط الخجل ، وبينما كانا يستران عورة أبيهما بإزار أفاق من نومه وجعل حام الغرير يضحك ، ونظر حام الغرير إلى أبيه فسأله نوح عمّا يضحكه؟ فقال : إن يافث وسام حدثاه عن انكشاف عورته.
وطلب نوح من الله الملك ، وأن يعمر ابنه سام ، كما دعا الله أن تملأ ذريته الدنيا ، ودعا الله أن يعمر ابنه يافث وأن يكون ملوك الأرض جميعا من ذريته ، ولا تنقرض ذريته إلى قيام الساعة ، كما استجاب الله دعاءه بأن يكونوا مرفوعى الهامة فى الدنيا والآخرة ، وأن ينتهى نسب جميع ملوك وسلاطين الأرض إلى نوح ، وأن نسب جميع العرب والعجم وجميع المرسلين والأنبياء إلى سام ابنه وأن يعمر ابنه حام فى هذه الأرض الشديد قيظها ، وأن يكون أولاده فى جزيرة مصر وأنعامه لا تدخل تحت حصر وقد دعوت الله أن يجعل أبناءك فى هذه الأرض يمشون عراة لأنك ضحكت ولم تستر عورتى ، وأن يمشوا عراة سود الوجوه إلى أن تقوم الساعة ، كما دعوت الله أن يجعل وجه حام أبيض فى الآخرة فأمر الله أن يستقر حام فى دنقل ، وأن من ذكر انكشاف عورة أبيه اسود وجهه ، وجميع العرب ينتهى نسبهم إلى حام ، وقدم نوح مع غير هؤلاء من أولاده إلى مصر وبقى حام المذكور