فيها لا يسكنها الإنسان فما سمياه إقليما ، ولكن كان ولاية عمران وولاية الزنج كانتا معمورتين من قديم الزمان وسنذكرهما فى موضعهما إن شاء الله.
وعلى حد قول سقراط إن الإقليم الأول الذى عبرناه هو ولاية بربرستان وعرضه أربع عشرة درجة وسبع وثلاثون دقيقة ، وأطول نهار فيها ثلاث عشرة ساعة وطول الإقليم الأول هذا من الشرق إلى الغرب ألف ومائتا وخمسين فرسخا ، وعرضه مائة وأربعون فرسخا وفيه ألف مدينة وخمسون منها زنوج أهلها.
أولا : جزيرة سرنديب وهند وصغانه وطغار وحرش وفرج أباد وأحمد أباد وديوابا ووختن فى جزيرة الحبشة زيلع ومدينة مقدشو ومدينة زنج وسودان وبربرستان وفى أرض المغرب فاس ، ومرانكوش وطنجه وسبته إنها رأس الأقيونوس.
وعلى حد قول بدر وقولون أن فى هذا الإقليم الأول أربعين جبلا شامخا وثلاثين نهرا عظيما ، وكل نهر فيها كنهر النيل ومضينا فى الإقليم الثانى وفى نهاية مدينتى دمياط ورشيد اللتان تطلان على بحر الروم.
زيارة ضرائح سنار عاصمة فونجستان
أولا فى المقبرة ضريح الشيخ عيسى ، والشيخ بلال وحاجى فوندان ، والشيخ ستوان وحاجى ملابه ، والشيخ على وحاجى إدريس ، والشيخ فرج عاصم ، وعلى كرم الدين عدنى ، والشيخ جندى ابن خاقان ، وجميع الملوك مدفونون فى هذه المحلة ، إلا أن قبورهم ليست مزينة ، وهم يزورون قبورهم على أنهم ملوكهم القدامى ، وقد قرأت الفاتحة لهم ، ورجوت منهم البركات ولله أحمد أن دعاءنا قد كان مستجابا ، ومكثنا فى مدينة فونجستان أربعين يوما وكان رمضان هذا هو الثالث والثمانون على تولى الملك وقد منحنا فى العيد عيدية ثيابا مزركشة وثيابا قطنية ومبخرة من الخزف وغرارة من العود وقارورة من ماء الورد وجاريتين حبشيتين ، كما منح هدايا لمن معنا وقد أرسلنا إليه فيلين وجوادا وزوجين من الأكياس بها قمصان وسراويل ودستين من الصوف وعمامة وثلاثة مآزر مزركشة ، ثم جاء الملك إلى بيتنا ، وتناول الطعام معنا فقد كان لنا مملوكان يجيدان