إلا أن عنقه قصير ، وهذه التماثيل مصنوعة من الحجر الصلد وقد مدت جناحيها وفى القصر تمثال لغول الصحراء وهو من الرخام الأبيض وله جسم إنسان ولكن له رأسان أحدهما رأس شيطان والآخر رأس عقاب وأقدامهم كأقدام الإبل وأذانها أذان حمار ، إنه مخلوق عجيب ، وهناك نقوش صور حشرات مثل النملة وكذلك الضفدعة والحلزون والجرادة والعقرب والحية ، والحاصل أن جميع حشرات الأرض هناك ، ولكنى أقول حاشا أن يكون الإنسان صنع هذه الأشكال لأن ذلك ليس فى مقدور البشر ولا يمكن أن تكون معجزات لأنها تماثيل عجيبة إنها لم توجد منذ ألف سنة وكأنها ذات بروج وأنها أناس غضب الله عليها فسخطها أحجارا لأن الإنسان يعجز عن خلقها ولو عاش ألف سنة ولكن فى وسط هذه المخلوقات ومن قصور الملوك كان قصر عرش سليمان الذى ليس له شبيه ولكن ثمة صورة لسليمان النبى إنه قصر يقوم على ألف قاعدة وفيه صورة لغلمان كأنهن الحور بعضهم واقف والبعض الآخر جالس ، وبعضهم مستند إلى عصا ، وبعضهم راقص وبعضهم يشدو ، إنها أشكال عجيبة غريبة وكلها مصنوعة من الحجر الأحمر وإلا فإنها لا يمكن رسمها بالقلم ولا حفرها فى الصخر ، ولكن فى داخل قصر سليمان رأيت كثيرا من الأشكال العجيبة ، رأيت غلاما ثائر الشعر وفى يده اليمنى صقر وهذا الصقر مصنوع من الرخام وحاط على خشبة مبنية ، وقد جعله الفنان ينظر لفتى وسيم ، ولا رسم مانى ولا بهزاد رسم مثل هذا الصقر على الورق ، وقد شاهد الملك كل هذه الصور ثم مضينا إلى مدينة رميله الحمال.
أوصاف مدينة رميله
لقد بنى هذه المدينة آصف بن برخيا فى مائتى عام وعمّرها ثم فاض ماء النيل وبلغ ماءه جبل القمر ، وفى هذه الديار امراءة تسمى رميلة ، وقد سكنتها بعد أن بنيت ولحكمة يعلمها الله كانت هذه المرأة عاقرا ، ولكنها حملت فى هذه المدينة وأطلق أهل المدينة عليها اسم هذه المرأة وهو رميله ، وعند ما حملت هذه المرأة سميت المدينة باسم رميله الحمال نسبة إلى هذه المرأة ، ولكن كان اسمها فى البداية مدينة برخيا وهى مدينة