على بحر القلزم وهو بحر السويس مرفأ عظيم ولكنه ليس معمورا وعلى شاطئ البحر ملأنا القرب من ماء عذب وغادرناها صباحا وسرنا على شاطئ بحر السويس أياما ثلاثة ، وشاهدنا أصداف اللؤلؤ وأنواع السمك وسمك له مئات الآلاف من الألوان وهناك عجائب على شاطئ البحر سبحان الخالق وله الحكمة يحار العقل فيها فثمة أشجار لا أوراق لها فى هذا البحر إلا أنها كثيرة الأغصان ولكن جذورها مغمورة فى البحر وبعض السفن تمر بهذه الأشجار فتتحطم أما إذا كانت السفينة ضخمة فإنها تجتاز وتمر بين هذه الأشجار محطمة أغصانها ، واللؤلؤ فى هذه الشعاب المرجانية ، وهذه الشعب المرجانية غابة عظيمة وفيها سمك القرش ولا يمكن عادة من يستخرجون اللؤلؤ ولا من يغرقون مع السفن لأنه يبتلعهم ، وفى اليوم الثالث بلغنا جزيرة مدينة سواكن.
أوصاف جزيرة مدينة سواكن
فى قديم الزمان سكنت هذه المدينة والدة لندها واسمها سواكن وقد أقيمت فيها الأبنية ، وعلى مر الأيام بينما كانت المدينة تحت سلطان دومبيه ، وفى عصر السلطان سليمان وكان وزير مصر طواشى سليمان باشا مضى فى ثلاثمائة سفينة إليها وإلى مدينة ديوآباد وأحمدآباد فى الهند ، وانتزعها من البرتغاليين فهابه ملك الهند وعاد منصورا مظفرا ، كما فتح عدن وصفا وموحه وهى موانئ كانت فى حوزة البرتغاليين ، ومر الأسطول السلطانى بالحبشة وألقت مراسيها أربعون ألف سفينة بما تحمل من الجند ، وأقام فى مدينة سواكن وأصبح أوزدمر باشا وزيرا فهاجم إقليم الحبشة ، وكان من أقرباء السلطان الغورى وهو جركسى الأصل ورجل مدبر وشجاع ، وكان يبيع ويشترى ومكثنا فيها يوما وقد بعث أربعين جملا بخمسمائة قرش كما بعث خمسين سن فيل بخمسمائة قرش ، ووقفت على أحوال هذه المدينة وبذلت همتى فى مشاهدتها ، ويقابلها على شاطئ البحر الأحمر على بعد ثلاثمائة ميل مدينة جدة ، وبينها وبين مكة المكرمة مسيرة اثنتى عشرة ساعة ، إن سواكن فى الإقليم الأول وهى تواجه القبلة ، وجزيرة سواكن صغيرة تمتد غربا ثلاثة أميال ، وهذه الجزيرة أيضا تحت حكم الحبشة ولكن الوالى لا يقيم فيها. وينوب عنه من يتولى أمورها ، ويقدم للباشا فى العام مائة كيس ، ويسمون قصر