الباشا فى الميناء خرده ، ومن يستلمون الجمرك يسكنون هناك وأن بانيه هو أوزدمر باشا ، إنه قصر عظيم شامخ وإذا ما اقتربت منه السفن القادمة من الهند والسند واليمن والحبشة دفعت عشرا ، ولهذه المدينة قضاء قدره مائة وخمسون إنها قضاء عجيب وفى هذه الجزيرة مائتان وستون بيتا من القصب والحصير كما أن فيها بيوتا صغيرة جميلة من اللبن ولأوزدمر باشا جامع ذو مأذنة وهو مبنى بالحجارة كما توجد فيها المساجد وعشرون دكانا من الحصير ، وعلى رأس الميناء ، مخازن لعبدة النار وهذه المخازن بها شتى السلع ومبرات وحمامات وخانات ومدارس وحدائق ولا يوجد شىء غير ذلك ولكن سواكن ميناء الفونج وزنجستان ودمبستان وفى إحدى جوانبها يسمع دوى الأذان ، وفى هذا الجانب من الميناء ثلاث قلاع قديمة ، وهى متقاربة ولا وجود للماء فى سواكن لذلك بنيت هذه لحفظ الماء فيها ، وتمر بها القوافل القادمة والذاهبة ولو لا هذه القلاع لما وجد أهل سواكن قطرة ماء وهلك أهل سواكن عطشا والسفن القادمة إليها من الأرض المقدسة تسأل الماء وسفن جدة واليمن تطلب الماء من أجل ذلك يحفظ الماء دائما فى هذه القلاع ، وفى بعض البيوت يوجد صهريج ماء ، وهذه القلاع معمورة وهى قلعة باش وقلعة أورنه والثالثة قلعة بوغاز وفيها من الجند خمسون أو ستون ، وينالون علوفتهم من الباشا كل شهر ، وإذا مضى الباشا مع كثير من الجند إلى الحبشة ناب عنه بعض أتباعه فيها ، وفى هذه القلاع مدافع وذخيرة ، وهذه القلاع قوية حصينة ، وتحتها أبواب ذات مصاريع تطل على البحر وفى جوانبها الأربعة مزاغل ومن فى القلعة على تمام الأهبة دائما.
أوصاف مدينة كيف القديمة
إنها فتحت على يد أوزدمر باشا فى عهد السلطان سليم خان الثانى ، وكانت فى ماضى الزمان تحت حكم سلطان دومبيه إنها عظيمة ولكن ليست معمورة ، وفى جوانبها الأربعة آثار أبنية قديمة ، ونائب كاشف فى هذه الديار ورجال حكومتها مائتان والصوباشى يتسلم من السفن القادمة الجمرك ، وفيها ثلاثمائة بيت مكسوة بالطين ،