البحر الأحمر فمياه البحر تتسرب إلى أساسها ولها باب خشبى يفضى إلى المرفأ وباب آخر يفضى إلى الجنوب ولها حاكم يحكم هذه الآيالة مع مائتين من أتباعه ويقدمون إليه أربعين كيسا فى كل عام ، لها قضاء قدر مائة وخمسين قرشا ولكن نائب الباشا إمام قاض ، وقد تم فتح هذه القلعة على يد أوزدمر باشا وله جامع صغير بلا منارة ومسجدان وبها بيوت ، ورئيس القلعة ومن معه أتباع للباشا فيها وبها مخزن للأسلحة وعشرة مدافع ويسكن خارجها عرب وهم يجمعون بعض النباتات العطرية والفاكهة ويربون فى كل خيمة من خيامهم خمسة من هررة المسك ثم غادرنا قلعة هنديه وانطلقنا شرقا وقطعنا ثلاث مراحل فى أرض ذات أحجار وفى وقت الظهيرة بلغنا برج طوزله.
برج طوزله
إنه برج عظيم على ساحل البحر أقامها أوزدمر باشا ، وبها نائب للباشا وبها ثلاث أسواق ومبرة وجامع ولا عمران غير ذلك والملح يرد إلى الحبشة منها ، والتزامها فى العام أربعون كيسا ويتحصل منها فى كل عام حمل مائة ألف جمل من الملح وإذا انحسر ماء البحر بالجزر ظهر الملح الأبيض ، وفى هذه البقعة مسكن قبيلة الرونجيه وعدد أفرادها عشرة آلاف ، إنهم يجمعون الملح فى التو والساعة ويصفون الملح أسفل البرج ، وتجاوزنا هذه البقعة وانطلقنا شرقا على ساحل البحر وشاهدنا خارج البرية ، وفى شدة الحر لمدة ستة أيام شاهدنا الجبل الأسود.
أوصاف مدينة بهلوله الخربة
كانت مدينة عظيمة على ساحل البحر ، بينما كان أوزدمر باشا يفتحها استولى عليها البرتغاليون فجعلوها خرابا يبابا وآثار أسسها ما زالت ماثلة وكان أهلها يسمون عبيره إنهم مائة وخمسون ألفا ، إنهم فى نظافة تامة ولهم عبير العنبر ولكنهم قوم لا علم لهم بالمذاهب الأربعة وليس لهم ولا يعرفون الحشر والنشر ولا يعرفون الحديث ولا يعرفون ما ينهى عنه الشرع ، إنهم يقيمون جميعا فى خيام بالصحراء ولا يعرف عددهم إلا البارى ، ولكنهم على خلق عظيم كما أنهم عراة يسترون عورتهم بجلد ، وفى هذه البقعة ميناء