عظيم يتسع لألف سفينة ، وليس فيها أثر للرياح ولا أثر فيها لليل ، وهؤلاء القوم يطعمون الذرة ولحم الغنم والمعز والغزال والعجل ويشربون لبن النوق والبوزه ولا وجود فى أرضهم للحصان ولا الحمار ولا وحيد القرن ، إنها أرض ذات غابات ، ولذلك يكثر فيها الأسد والنمر والفهد ، إن هؤلاء القوم يشكون كثيرا من القردة ، قائلين : هم يقاتلوننا على الدوام ، ونحن عاجزون عن قطع شجر السنط والزقوم والأبنوس ، وأتت القردة وأسرتنا ومضت بنا إلى الجبال ، ولا خلاص من أيديها ، فبعضها ينام وبعضها يتولى الحراسة ، وقد وجدنا الفرصة لكن لم نستطع الخلاص ، ومحاولات رجالنا أهلكت كثيرا من رجالنا فما لدينا أسلحة ، وقالوا تقرر أن لا تغادروا هذه الأرض إنهم قردة ضخمة شديدة القوة ، وإذا دخل الليل أغاروا على خيامنا وخطفوا الغلمان والبنات والنساء.
وخلاصة القول إننا عاجزون.
ونصحونا بمغادرة هذه الأرض فزايلناها فى السحر ، فانطلقنا شرقا ، وإن هذه القردة تركب تيس الجبل وعجل الجبل وتمضى بهم وكأنهم سادة وجميع الحيوانات تهاب وتخضع لهذه القردة ، وقد رأينا من القردة ما تحمل هررة الجبل تحت إبطها وتطعمها ، وكما رأينا منها ما يحمل صغارها فوق بطنها وتطوف بها فى الجبال ، ومنها قردة بيض أشبه بالعنزة البيضاء ذات الزغب تحت ذقنها إنها قردة جميلة وقد شاهدناها ثم مضينا لمدة ستة أيام فى الجبال وفى الخلاء وعلى ساحل البحر وبلغنا زيلع.
أوصاف مدينة زيلع القديمة
أقامها ملوك الهند فى الزمان الخالى ، وفى عام ٩٣٨ استولى عليها أوزدمر باشا من البرتغاليين ، إنها قلعة عظيمة ومرفأ قديم ، وهذه القلعة تقع على صخرة فى الجانب الشرقى للنيل ، ومحيطها خمسة آلاف وسبعمائة خطوة إنها قلعة حصينة خماسية الشكل ، وأنها مرفأ منقطع النظير ترسو فيه السفن والسفن تأمن عصف الرياح فيها ، ولهذه القلعة بابان أحدهما من حديد وأحدهما يفضى إلى البحر والآخر يفضى إلى البر ، ولها رئيس وسبعمائة من أتباعه وليس فى الحبشة كثير من مثل هذه القلعة ، وبها مخزن