وبناء على أمر أصدره السلطان محمود ركبت من دمر قبو فى سفينة فارسية ، ومضيت إلى قلعة ترك فى ولاية موسكو وشاهدت فى ولاية موسكو ستّا وسبعين قلعة ، وصل محمد باشا إلى قلعة أزاق فى اليوم الأربعين من شدة زمهرير الشتاء ، وقد عزل كذلك عن قلعة أزاق فى هذا الأسبوع فدخل القرم ، ومع آق محمد باشا فتح أدرنة ، ومعى دخل مورية ، ومع قبلان باشا دخلنا قلعة نبولى ، ومضينا فى جزيرة كريت إلى قلعة خانيه ومع الوزير فاضل أحمد باشا فتحنا قلعة قنديه فى ثلاث سنوات ، وتيسر لى فتح أزاق ثم فتحت ولاية ممانيه على يد قبودان كوسه على باشا ، ثم مضينا إلى سبوط ثم استانبول ومنها إلى مكة المكرمة ثم مصر وبرسالة وزير مصر إلى فونجستان ثم إلى الحبشة ثم دخلت البريمه ، وو الله أنى طوفت فى ممالك تسع ملوك فى أحد عشر عاما ، وهذا من فضل ربى رب العزة أنى وصلت إلى فونجستان وبربرستان وما ضقت ذرعا لحظة بهذه الرحلة ، وكنت فى صحة وعافية ، ومن مدينة إبريم ثم ودعت خلانى وأحبابى وركبت السفينة فى النيل إلى الجانب المواجه لأن فى ذهابى إلى فونجستان شاهدت الضفة الشرقية للنيل ولذلك شئت أن أشاهد الضفة الغربية.
بيان بالقرى والقصبات والمدن التى شاهدتها
فى رحلتى من إبريم إلى مصر
وبينما سرنا على ضفة النيل الغربية فشاهدنا سبع قلاع خربة فتجاوزناها فرأينا على شاطئ النيل بلدة سبوع وقد بناها كهنة فرعون بالسحر وفيها تماثيل من حجر أسود ، وهى تحت حكم إبريم وفيها مائتا بيت من قصب وجامع ، وعلى ضفة النيل طوينا ست مراحل وفى قبائل كنوز العربية كنا نشرب ماء النيل ونأكل لحم الجمل ونشرب لبن النوق ونطعم خبز الذرة ، فطوينا المراحل وإن قبيلة كنوز تتألف من عشرة آلاف مسلم عربى أبيض البشرة ، وهم يتحدثون بالعربية وهؤلاء القوم على علم بالحشر والنشر وعلوم الشرع والحديث الشريف ، ومنهم قبيلة أخرى تسكن الضفة الشرقية للنيل وعددهم قليل ومرعاهم ضيق ولكن من يسكنون الضفة الغربية منهم بلادهم نهايتها المغرب وهم كثير