الخاتمة
ولله نحمد أن كتابنا هذا بلغ نهايته هنا ، كما نحمد الله ونثنى عليه الثناء كله على أننا أقمنا فى ديار مصر القاهرة نادرة العصر وجعلنا أوراق كتاب رحلتنا هذه المتفرقة مثل خرقة الدرويش ذات ألوان.
وكانت ألفاظها من بدايتها إلى نهايتها فى عصر والى مصر الباشا وأتممنا كتابنا فى ظل خيره ورعايته وإن كان هذا الكتاب فى رأى العقلاء والحكماء لا يخلو من نقص وعيب وذلك لكثرة تنقلنا بين البلاد ولم يهتم بكتابته بألفاظ جذلة والمرجو منهم أن يغضوا النظر عن السهو والغلط ، ولعلهم يسترون عيبه وأن يمحوا مواضع هذا الخطأ وأن يصلحوا ما فيه الحاجة إلى إصلاحه فى عبارته ، فلقد حملت مسودات هذا الكتاب وأنا أسيح فى البلاد خمسين عاما ولكثرة سياحتى انزويت فى ركن العزلة ولم يتيسر لى أن أتتبع كل ما جاء فى التواريخ ، ورأيت نهاية حادث من الأحداث ، ولم أقيد فى كتابى نهاية حدث بالذات ، ولكن أستاذنا فى ديار مصر الشيخ على شمرلى ألقيت إليه السمع وأخذت عنه التفاسير الشريفة والأحاديث النبوية والآيات الكريمة فأثبتها فى مواضعها ، وبذلك تجرأت على كتابة هذه الأوراق (والعذر عند كرام الناس مقبول) ، وأنا أدعو الله له بالخير ولم أورد المثنويات فى خاتمة الكتاب وذكرت.
هذا التاريخ كتبه أضعف الكتّاب الحاج محمد المعروف بحافظ القرآن المجيد من تلاميذ محمد راسم كاتب السراير العامرة لسنة خمس وستين ومائة وألف من هجرة من له السعادة والمجد والشرف.
وإذا سأل من ينظر فى هذا الكتاب حين يفتح صفحات هذا الكتاب وجد وصفا لما يريد من القرى والقصبات والمدن ، ففى الصفحة الأولى من هذا الكتاب ديباجة خطبة باللغة العبرية بوزن مفتعلين مفتعلين ، وذكر أوصاف البلاد القديمة والعظيمة التى فى مصر المحروسة نادرة العصر أى أم الدنيا وأسماء كتب التاريخ وعرفت بالملوك الذين قدموا وحكموا مصر قبل وبعد الطوفان ومن بنوا مدن مصر بعد الطوفان ، وعرفت بمائة