وقد بقى هذا الختان من عهد سيدنا إبراهيم ـ عليهالسلام ـ ، فعندما كان فى مكة أرسل إليه الملك طوطيس ملك مصر جارية وهى أمنا هاجر. فغارت منها أمنا سارة فقطعت الشحمة الزائدة فى فرج أمنا هاجر ، ولكن لحكمة لا يعلمها إلا الله أصبح جماعها لذيذا. ومنذ ذلك الزمان وعادة ختان البنات عند العرب وهى مأخوذة عن أمنا هاجر وقد ولد إسماعيل عليهالسلام لهاجر.
وصف الاحتفال بختان الصبيان
إنها أجمل العادات فى مصر لأن الناس جميعا من فقراء وأغنياء إذا ما ختنوا أولادهم اتباعا لسنة المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ يعاون بعضهم بعضا فيجمعون عشرة أو خمسة عشر أو عشرين طفلا ليذهبوا بهم إلى الحمام فى جوقة موسيقية وقد حملوا عليهم الذهب والفضة وأركبوهم الخيل وعلى رءوسهم جميعا ريشات سلطانية يتقدمه جنائب عليها السروج المرصعة ويتقدمه كذلك مسنو الحى والأحياء المجاورة وقد حملوا السلاح وازّينوا ويمضون صفا صفا وهم يتبادلون الفكاهات ، كما يمضى بينهم من يحملون القناديل والأعلام ثم يركب الجراح جواده يتقدمه صندوق به جميع آلات الختان يحملها رجل على رأسه ويمضى مساعد الجراح وعليهم مناشف من الحرير سيرا على الأقدام ، وقد ركب الصبيان الذين سيختنون العجول والحمر والخيل ويستعرض المضحكون المضحكات ويطوفون الأسواق بهؤلاء الأطفال على هذا النحو على نغمات الموسيقى العسكرية والأغنياء والفقراء على تلك الحال. ويدوم هذا الاحتفال ثلاثة أيام بلياليها فى صخب وجلبة وتقام الولائم وفى كل ليلة فى مدينة القاهرة تعم البهجة فى مائة مكان وتقام الاحتفالات وتتلى الموالد ، وتزدان شوارع القاهرة وأزقتها بآلاف القناديل وتوزع الأطعمة وينادى المنادون من قبل الصوباشى طوال ثلاثة أيام بأن تظل المقاهى وما حولها من حوانيت الأطعمة والأشربة مفتوحة حتى مطلع الفجر ، ويستمر البيع والشراء.