لا تحسبن أن كل غابة خالية |
|
فربما استتر نمر فيها |
وصف الملاميين
فى القاهرة آلاف من حاسرى الرءوس من المجاذيب ، منهم من يأخذ النقود ومنهم من لا يأخذ ، ومنهم من يأخذ الخبز ومن لا يأخذ ، ومنهم من لا يتكلم البتة ويمضى صامتا ولكن إذا تلا القرآن الكريم أذاب أكباد من سمعه ، وبعضهم يأخذ الكسوة وكل منهم له أطوار وحركات خاصة ، وبعضهم يعتم بعمامة من الصوف وكأنها وعاء الماء المغربى التى لا يستطيع شاب أن يحملها فهى عمائم تزن الواحدة منها ثمانين أو تسعين أو مائة أوقية. ومنهم من يتخذ عمامة من ليف النخيل وهى كذلك فى حجم قبة الحمام إلا أنها خفيفة الوزن ويسمون من يلبسها «أبا الليف» ، ومنهم من يتجول عاريا تماما كمن ولدته أمه.
وهؤلاء الدراويش لا يحصون كثرة كما أن الفقراء والمجاذيب والملاميون كثير لا يقعون تحت حصر ، وهم إذا ما دخلوا الحمام تستروا بالمناشف وإذا ما خرجوا مشوا عراة بين الناس. وثمة حديث قدسى ورد فى شأن هؤلاء يقول عز من قائل : «أوليائى تحت قبابى لا يعرفهم غيرى». أى إنه لا يجوز التعرض لهم ، لأنهم اختاروا الفقر والفاقة ولا علم لأحد بحالهم إلا الله ، ويقول صلىاللهعليهوسلم : «الفقر فخرى». لذا فهم يرددون قولهم :
تالله إننا لنفخر بالفقر |
|
لذلك نمضى فى هيئة الفقراء |
إلا أن معدميهم كثير لا حبّة لهم ولا جبّة.
المجاذيب الإلهيون
ومن أعظم هؤلاء الشيخ «إسماعيل الصنافيرى» فى حى ( ) (١) على طريق بولاق ، وكم من كرامات له أظهرها. اتفق ذات مرة أن ذهبنا أنا وصهر أحمد باشا
__________________
(١) بياض فى الأصل.