السلطان الملك الظاهر برقوق بالإنكار ، وفيه تهديد مهول فداخله الخوف ومرض ، فحمل في محفة إلى القاهرة فدخلها يوم الأربعاء النصف من جمادى الأولى من تلك السنة ، فمات من يومه وأخذ أقطاعه الأمير يودي ، وصار ابنه ناصر الدين أحد الأمراء العشراوات ، سالكا طريق أبيه وجدّه في الإمساك إلى أن مات خامس عشري شهر ربيع الآخر سنة اثنين وثمانمائة ، ودفن بتربتهم خارج باب النصر.
دار الجاولي : هذه الدار من جملة الحجر التي تقدّم ذكرها ، وهي تجاه الخان المجاور لوكالة قوصون ، أنشأها الأمير علم الدين سنجر الجاولي وجعلها وقفا على المدرسة المعروفة بالجاولية بخط الكبش جوار الجامع الطولوني ، وعرفت في زماننا بقاعة البغادّة ، لسكنى عبد الصمد الجوهريّ البغداديّ بها هو وأولاده في سنة سبع وأربعين وسبعمائة إلى بعد سنة ست عشرة وثمانمائة ، وهي من الدور الجليلة ، إلّا أنها قد تشعثت لطول الزمن.
دار أمير أحمد : هذه الدار بجوار دار الجاوليّ من غربيها ، عرفت بأمير أحمد قريب الملك الناصر محمد بن قلاون ، وعرفت في زماننا بسكن أبو ذقن ناظر المواريث ، وهي من جملة ما اغتصبه جمال الدين يوسف الأستادار من الدور الوقف ، وجعلها لأخيه شمس الدين محمد البيري قاضي حلب ، وشيخ الخانقاه البيبرسية ، فغير بابها وشرع في عمارتها ، فقبض عليه عند القبض على أخيه وهو بها.
دار اليوسفي : هذه الدار بجوار باب الجوّانية فيما بينها وبين الحوض المعدّ لشرب الدواب ، أنشأها هي والحوض الأمير سيف الدين بهادر اليوسفيّ السلاح دار الناصريّ.
دار ابن البقري : هذه الدار أنشأها الوزير الصاحب سعد الدين سعد الله بن البقريّ بن أخت القاضي شمس الدين شاكر بن غزيل البقريّ ، صاحب المدرسة البقرية اظهر الإسلام وباشر في الخدمة الديوانية إلى أن ولاه الملك الظاهر برقوق وظيفة نظر الديوان المفرد ونظر الخاص ، عوضا عن الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن مكانس ، في ثالث شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ، فباشر ذلك إلى تاسع شهر رمضان سنة خمس وثمانين ، فقبض عليه ونزل الأمير يونس الدوادار والأمير قرقماش الخازندار إلى داره هذه وأحاط بها ، وأخذ جميع ما فيها من المال والثياب والأواني والحلي والجواري وغير ذلك ، وحمل إلى القلعة ، فبلغ قيمة ما وجد بداره في هذه النوبة مائتي ألف دينار ، وسلم ابن البقريّ لشادّ الدواوين بقاعة الصاحب من القلعة ، فضرب بالمقارع نيفا وثلاثين شيبا ، وولي موفق الدين أبو الفرج نظر الخاص ، ثم أن الملك الظاهر لما عاد إلى المملكة ، بعد ثورة الأمير بلبغا الناصريّ والأمير تمربغا منطاش عليه ، وخلعه من الملك وسجنه بالكرك ، ثم قيامه بأهل الكرك ودخوله إلى القاهرة وعوده إلى المملكة ، ولي ابن البقريّ الوزارة في يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنين وتسعين وسبعمائة عوضا عن موفق الدين أبي الفرج ، ثم