وستين ألف درهم نقرة ، فقبض عليه في رابع شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ، وأخذ منه مبلغ سبعين ألف درهم نقرة.
فلما كان في يوم الاثنين رابع عشر ربيع الآخر سنة ست وتسعين ، صرف السلطان عن الوزارة الصاحب موفق الدين أبا الفرج ، واستقرّ بابن رجب في منصب الوزارة ، وخلع عليه ، فلم يغير زيّ الأمراء ، وباشر الوزارة على قالب ضخم وناموس مهاب ، وصار أميرا وزيرا مدبرا لممالك ، وسلك سيرة خاله الوزير ناصر الدين محمد بن الحسام في استخدام كل من باشر الوزارة ، فأقام الصاحب سعد الدين بن نصر الله ابن البقريّ ناظر الدولة ، والصاحب كريم الدين عبد الكريم بن الغنام ناظر البيوت ، والصاحب علم الدين عبد الوهاب سن إبرة مستوفي الدولة ، والصاحب تاج الدين عبد الرحيم بن أبي شاكر رفيقا له في استيفاء الدولة ، وأنعم عليه بإمرة عشرين فارسا في سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ، فلم يزل على ذلك إلى أن مات من مرض طويل في يوم الجمعة لأربع بقين من صفر ، سنة ثمان وتسعين وسبعمائة ، وهو وزير من غير نكبة ، فكانت جنازته من الجنائز المذكورة ، وقد ذكرته في كتاب در العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة.
دار القليجي : هذه الدار من جملة خط قصر بشتاك ، كانت أوّلا من بعض دور القصر الكبير الشرقيّ الذي تقدم ذكره عند ذكر قصور الخلفاء ، ثم عرفت بدار حمال الكفاة ، وهو القاضي جمال الدين إبراهيم المعروف بحمال الكفاة ، ابن خالة النشو ناظر الخاص ، كان أوّلا من جملة الكتاب النصارى ، فأسلم وخدم في بستان الملك الناصر محمد بن قلاوون الذي كان ميدانا للملك الظاهر بيبرس بأرض اللوق ، ثم خدم في ديوان الأمير بيدمر البدريّ ، فلما عرض السلطان دواوين الأمراء واختار منهم جماعة ، كان من جملة من اختاره السلطان حمال الكفاة هذا ، فجعله مستوفيا إلى أن كات المهذب كاتب الأمير بكتمر الساقي ، فولاه السلطان مكانه في ديوان الأمير بكتمر ، فخدمه إلى أن مات ، فخدم بديوان الأمير بشتاك إلى أن قبض الملك الناصر على النشو ناظر الخاص (١) ، ولّاه وظيفة نظر الخاص بعد النشو ، ثم أضاف إليه وظيفة نظر الجيش بعد المكين بن قزوينة عند غضبه عليه ومصادرته ، فباشر الوظيفتين إلى أن مات الملك الناصر ، فاستمرّ في أيام الملك المنصور أبي بكر ، والملك الأشرف كجك ، والملك الناصر أحمد ، فلما ولي الملك الصالح إسماعيل جعله مشير الدولة مع ما بيده من نظر الخاص والجيش ، وكان الوزير إذ ذاك الأمير نجم الدين محمود وزير بغداد ، وكتب له توقيع باستقراره في وظيفة الإشارة ، فعظم أمره وكثر حساده إلى أن
__________________
(١) ناظر الخاص : أي لخاصّ السلطان ، وكان السلطان محمد بن قلاوون قد أحدث ديوانا خاصا سمي ديوان الخاص وظيفته النظر في خاص أموال السلطان والتحدث في جهاته ومضافاته. النجوم الزاهرة ج ٧ ص ٧٦.