حمّام الصاحب : هذه الحمام بسويقة الصاحب ، عرفت بالصاحب الوزير صفيّ الدين عبد الله بن شكر الدمري صاحب المدرسة الصاحبية التي بسويقة الصاحب ، ثم تعطلت مدّة سنين ، فلما ولي الأمير تاج الدين الشوبكي ولاية القاهرة في أيام الملك المؤيد شيخ ، جدّدها وأدار بها الماء في سنة سبع عشرة وثمانمائة.
حمّام السلطان : هذه الحمّام كان موضعها قديما من جملة دار الديباج ، وهي الآن بخط بين العواميد من البندقانيين بجوار خوخة سوق الجوار ، ومدرسة سيف الإسلام ، أنشأها الأمير فخر الدين عثمان ابن قزل استادار السلطان الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب ، وتنقلت إلى أن صارت في أوقاف الملك الناصر محمد بن قلاوون.
حمّاما طغريك : هاتان الحمامان بجوار فندق فخر الدين بالقرب من سويقة حارة الوزيرية ، أنشأهما الأمير حسام الدين طغريك المهرانيّ ، أحد الأمراء الأيوبية.
حمام السوباشي : هذه الحمّام كانت بدرب طلائع بخط الخروقيين الذي يعرف اليوم بسوق الفرّايين ، عرفت بالأمير الفارس همام الدين أبو سعيد برغش السوباشي ، واسمه عمرو بن كحت بن شيرك العزيزي والي القاهرة.
حمام عجينة : هذه الحمام كانت بخط الأكفانيين ، انشأها الأمير فخر الدين أخو الأمير عز الدين موسك في الدولة الأيوبية ، وتنقلت حتى صارت بيد أولاد الملك الظاهر بيبرس البندقداريّ ، مما أوقف عليهم ، وعرفت أخيرا بحمام عجينة ، ثم خربت بعد سنة أربعين وسبعمائة ، وموضعها الآن خربة بجوار الفندق الكبير المعدّ لديوان المواريث.
حمّام دري : هذه الحمّام كانت بخط الأكفانيين الآن ، عرفت بشهاب الدولة دري الصغير غلام المظفر ابن أمير الجيوش. قال الشريف محمد بن أسعد الجواني في كتاب النقط لمعجم ما أشكل من الخطط. شهاب الدولة دري المعروف بالصغير المظفري غلام المظفر أمير الجيوش ، كان أرمنيا وأسلم ، وكان من المشددين في مذهب الإمامية ، وقرأ الجمل في النحو للزجاجيّ ، وكتاب اللمع لابن جني ، وكانت له خرائط من القطن الأبيض في يديه ورجليه ، وكان يتولى خزائن الكسوة ، ولا يدخل على بسط السلطان ولا بسط الخليفة الحافظ لدين الله ، ولا يدخل مجلسه إلا بتلك الخرائط في رجليه ، ولا يأخذ من أحد شيئا إلّا وفي يديه خريطة ، يظنّ أنّ كل من لمسه نجّسه ، وسوسة منه ، فإذا اتفق أنه صافح أحد المومس رقعة بيده من غير خريطة ، لا يمس ثوبه بها أبدا حتى يغسلها ، فإن لمس ثوبه بها غسل الثوب ، وكان الاستاذون المحنكون يرمون له في بساط الخليفة الحافظ العنب ، فإذا مشى عليه وانفجر ووصل ماؤه إلى رجليه سبهم وحرد ، فيعجب الخليفة من ذلك ويضحك ولا يؤاخذه بما صدر منه ، ومات بعد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ، وقد خربت