علوها ، وبيعت أنقاضه ، وبقيت فيها اليوم بقية يسيرة.
قيسارية الفقراء : هذه القيسارية خارج باب زويلة بخط تحت الربع أنشأها (١).
قيسارية بشتاك : خارج باب زويلة بخط تحت الربع ، أنشأها الأمير بشتاك الناصريّ وهي الآن (٢).
قيسارية المحسني : خارج باب زويلة تحت الربع ، أنشأها الأمير بدر الدين بيلبك المحسني ، والي الإسكندرية ، ثم والي القاهرة ، كان شجاعا مقداما ، فأخرجه الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى الشام وبها مات في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ، فأخذ ابنه الأمير ناصر الدين محمد بن بيلبك المحسني إمرته ، فلما مات الملك الناصر قدم إلى القاهرة وولاه الأمير قوصون ولاية القاهرة في سابع عشر صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة ، فلما قبض على قوصون في يوم الثلاثاء آخر شهر رجب منها ، أمسك ابن المحسني وأعيد نجم الدين إلى ولاية القاهرة ، ثم عزل من يومه وولي الأمير جمال الدين يوسف والي الجيزة ، فأقام أربعة أيام وعزل بطلب العامّة عزله ورجمه ، فأعيد نجم الدين.
قيسارية الجامع الطولوني : هذه القيسارية كان موضعها في القديم من جملة قصر الإمارة الذي بناه الأمير أبو العباس أحمد بن طولون ، وكان يخرج منه إلى الجامع من باب في جداره القبليّ ، فلما خرب صار ساحة أرض ، فعمر فيها القاضي تاج الدين المناوي خليفة الحكم عن قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن جماعة قيسارية في سنة خمسين وسبعمائة من فائض مال الجامع الطولوني ، فكمل فيها ثلاثون حانوتا ، فلما كانت ليلة النصف من شهر رمضان من هذه السنة ، رأى شخص من أهل الخير رسول الله صلىاللهعليهوسلم في منامه وقد وقف على باب هذه القيسارية وهو يقول : بارك الله لمن يسكن هذه القيسارية ، وكرّر هذا القول ثلاث مرّات. فلما قص هذه الرؤيا رغب الناس في سكناها ، وصارت إلى اليوم هي وجميع ذلك السوق في غاية العمارة ، وفي سنة ثماني عشرة وثمانمائة أنشأها قاضي القضاة جلال الدين عبد الرحمن بن شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن نصير بن رسلان البلقينيّ من مال الجامع المذكور قيسارية أخرى ، فرغب الناس في سكناها لوفور العمارة بذلك الخط.
قيسارية ابن ميسر الكبرى : هذه القيسارية أدركتها بمدينة مصر في خط سويقة وردان ، وهي عامرة يباع بها القماش الجديد من الكتان الأبيض والأزرق والطرح ، وتمضي تجار القاهرة إليها في يومي الأحد والأربعاء لشراء الأصناف المذكورة ، وذكر ابن المتوّج أن لها
__________________
(١) بياض في الأصل.
(٢) بياض في الأصل.