مصر أصبغ بن الفرج ، وسعيد بن أبي مريم ، وعثمان بن صالح ، وسعيد بن عفير ، وغيرهم. وهو صاحب الجنان التي بالقنطرة ، قنطرة عبد العزيز بن مروان ، تعرف بجنان الزهريّ ، وهو حبس على ولده إلى اليوم. وكان كتاب حبس الجنان عند جدّي يونس بن عبد الأعلى وديعة عليه ، مكتوب وديعة لولد ابن العباس الزهريّ لا يدفع لأحد إلّا أن يغري به سلطان ، والكتاب عندي إلى الآن. توفي عبد الوهاب بن موسى بمصر في رمضان سنة عشرة ومائتين.
وقال القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعيّ في كتاب معرفة الخطط والآثار : حبس الزهريّ هو الجنان التي عند القنطرة بالحمراء ، وهو عبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز الزهريّ ، قدم مصر وولي الشرط بها ، والجنان حبس على ولده.
وقال القاضي تاج الدين محمد بن عبد الوهاب بن المتوّج في كتاب إيقاظ المتغفل واتعاظ المتأمّل : حبس الزهريّ فذكره ثم قال : وهذا الحبس أكثر الآن أحكار ، ما بين بركة الشقاف وخليج شق الثعبان وقد استولى وكيل بيت المال على بعضه ، وباع من أرضه وآجرّ منها ، واجتمع هو ومحبسه بين يدي الله عزوجل. انتهى.
ولما طال الأمد صار للزهريّ عدّة بساتين ، منها بستان أبي اليمان ، وبستان السراج ، وبستان الحبانية ، وبستان عزاز ، وبستان تاج الدولة قيماز ، وبستان الفرغانيّ ، وبستان أرض الطيلسان ، وبستان البطرك ، وغيط الكرديّ ، وغيط الصفار ، ثم عرف ببرّ ابن التبان بعد ذلك.
قال القاضي محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر في كتاب الروضة البهية الزاهرة في خطط المعزية القاهرة : شاطىء الخليج المعروف ببرّ التبان.
ابن التبان المذكور : هو رئيس المراكب في الدولة المصرية ، وكان له قدر وأبهة في الأيام الآمرية وغيرها ، ولما كان في الأيام الآمرية ، تقدّم إلى الناس بالعمارة قبالة الخرق غربيّ الخليج ، فأوّل من ابتدأ وعمر الرئيس ابن التبان ، فإنه أنشأ مسجدا وبستانا ودارا ، فعرفت تلك الخطة به إلى الآن ، ثم بنى سعد الدولة والي القاهرة ، وناهض الدولة عليّ ، وعديّ الدولة أبو البركات محمد بن عثمان ، وجماعة من فراشي الخاص. واتصلت العمارة بالآجرّ والسقوف النقية والأبواب المنظومة من باب البستان ، المعروف بالعدّة على شاطىء الخليج الغربيّ ، إلى البستان المعروف بأبي اليمن. ثم ابتنى جماعة غيرهم ممن يرغب في الأجرة والفرجة على التراع التي تتصرّف من الخليج إلى الزهريّ والبساتين من المنازل والدكاكين شيئا كثيرا ، وهي الناحية المعروفة الآن بشق الثعبان وسويقة القيمريّ ، إلى أن وصل البناء إلى قبالة البستان المعروف بنور الدولة الربعيّ ، وهذا البستان معروف في هذا الوقت بالخطة المذكورة ، وهو متلاشي الحال بسبب ملوحة بئره ، وبستان نور الدولة هو