من شرقيه ، المقابلة ، لباب سعادة وحارة الوزيرية. كان بستانا جليلا ، وقفه الأمير فارس المسلمين بدر بن رزيك ، أخو الصالح طلائع بن رزيك ، صاحب جامع الصالح ، خارج باب زويلة ، ثم أنه خرب فحكر وبني عليه عدّة مساكن ، وحكره يتعاطاه ورثة فارس المسلمين.
حكر جوهر النوبي : هذا الحكر تجاه الحارة الوزيرية من برّ الخليج الغربيّ ، في شرقيّ بستان العدّة ، ويسلك منه إلى قنطرة أمير حسين من طريق تجاه باب جامع أمير حسين ، الذي تعلوه المئذنة ، وما زال بستانا إلى نحو سنة ستين وستمائة ، فحكر وبني فيه الدور في أيام الظاهر بيبرس ، وعرف بجوهر النوبيّ أحد الأمراء في الأيام الكاملية ، وقد تقدّم بديار مصر تقدّما زائدا. وكان خصيا ، وهو ممن ثار على الملك العادل أبي بكر بن الكامل وخلعه ، فلما كان ملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل بعد أخيه العادل ، قبض على جوهر في سنة ثمان وثلاثين وستمائة.
حكر خزائن السلاح : هذا الحكر كان يعرف قديما بحكر الأوسية ، وهو فيما بين الدكة وقنطرة الموسكي ، وقفه السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب على مصالح خزائن السلاح ، وهو وعدّة أماكن بمدينة مصر مع مدينة قليوب وأراضيها ، في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وستمائة ، وظهر كتاب الوقف المذكور من الخزائن السلطانية في جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة ، في أيام الملك الناصر محمد بن قلاون ، وقد خرب أكثر هذا الحكر وصار كيمانا.
حكر تكان : هذا الحكر بجوار سويقة العجميّ الفاصلة بينه وبين حكر خزائن السلاح ، وكان يعرف قديما بحكر كوبيج. وحدّه القبليّ ينتهي إلى حكر ابن الأسد جفريل ، والحدّ البحري ينتهي إلى حكر العلائيّ ، والحدّ الشرقيّ ينتهي إلى حكر البغدادية ، والحدّ الغربيّ ينتهي إلى حكر خزائن السلاح وسويقة العجميّ.
وتكان هو الأمير سيف الدين تكان ، ويقال تكام بالميم عوضا عن النون ، وهذا الحكر استقرّ أخيرا في أوقاف خوندارد وتكين ابنه نوكيه السلاح دار ، زوجة الملك الأشرف خليل بن قلاون ، على تربتها التي أنشأتها خارج باب القرافة ، التي تعرف اليوم بتربة الست ، وقد خرب هذا الحكر وبيعت أنقاضه في أعوام بضع وتسعين وسبعمائة ، وجعل بعضه بستانا في سنة ست وتسعين وسبعمائة.
حكر ابن الأسد جفريل : هذا الحكر في قبليّ حكر تكان ، كان بستانا فحكر وعرف بالأمير شمس الدين موسى بن الأمير أسد الدين جفريل ، أحد أمراء الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب بمصر.
حكر البغدادية : هذا الحكر بجوار خليج الذكر ، كان من أعظم البساتين في الدولة