المارديني ، وخط التبانة ، وخط باب الوزير ، وخط المصنع ، وخط سويقة العزي ، وخط مدرسة الجابي ، وخط الرميلة ، وخط القبيبات ، وخط باب القرافة.
ذكر خارج باب الفتوح
اعلم أن خارج باب الفتوح إلى الخندق كان كله بساتين ، وتمتدّ البساتين من الخندق بحافتي الخليج إلى عين شمس ، فيقابل باب الفتوح من خارجه المنظرة المقدّم ذكرها عند ذكر المناظر التي كانت للخلفاء من هذا الكتاب ، ويلي هذه المنظرة بستان كبير عرف بالبستان الجيوشيّ ، أوّله من عند زقاق الكحل إلى المطرية ، ويقابله في برّ الخليج الغربيّ بستان آخر يتوصل إليه من باب القنطرة ، وينتهي إلى الخندق ، وقد ذكر خبر هذين البستانين عند ذكر مناظر الخلفاء ، وكان بين هذين البستانين بستان الخندق ، وكان على حافة الخليج من شرقيه فيما بين زقاق الكحل وباب القنطرة ، حيث المواضع التي تعرف اليوم ببركة جناق وبالكداسين إلى قريب من حارة بهاء الدين ، حارة تعرف بحارة البيازرة ، اختطت في نحو من سنة عشرين وخمسمائة ، وكانت مناظرها تشرف على الخليج ، وبجوارها بستان مختار الصقلبيّ ، وعرف بعد ذلك ببستان ابن صيرم الذي حكر وبنيت فيه المساكن الكثيرة بعد ذلك ، وكان أيضا خارج باب الفتوح حارة الحسينية ، وهم الريحانية إحدى طوائف عسكر الخلفاء الفاطميين ، وهذه الحارة اختطت بعد الشدّة العظمى التي كانت بمصر في خلافة المستنصر ، فصارت على يمين من خرج من باب الفتوح إلى صحراء الهليلج ، ويقابلها حارة أخرى تنتهي إلى بركة الأرمن التي عند الخندق ، وتعرف اليوم ببركة قراجا ، وقد ذكرت هذه الحارات عند ذكر حارات القاهرة وظواهرها من هذا الكتاب.
ذكر الخندق
هذا الموضع قرية خارج باب الفتوح كانت تعرف أوّلا بمنية الأصبغ ، ثم لما اختط القائد جوهر القاهرة أمر المغاربة أن يحفروا خندقا من جهة الشام ، من الجبل إلى الإبليز ، عرضه عشرة أذرع في عمق مثلها ، فبديء به يوم السبت حادي عشري شعبان سنة ستين وثلاثمائة ، وفرغ في أيام يسيرة ، وحفر خندقا آخر قدّامه وعمقه ، ونصب عليه باب يدخل منه ، وهو الباب الذي كان على ميدان البستان الذي للأخشيد ، وقصد أن يقاتل القرامطة من وراء هذا الخندق ، فقيل له من حينئذ الخندق ، وخندق العبيد ، والحفرة ، ثم صار بستانا جليلا من جملة البساتين السلطانية في أيام الخلفاء الفاطميين ، وأدركناها من منتزهات القاهرة البهجة إلى أن خربت.
قال ابن عبد الحكم : وكان عمر بن الخطاب رضياللهعنه قد أقطع ابن سندر منية الأصبغ ، فحاز لنفسه منها ألف فدّان ، كما حدّثنا يحيى بن خالد عن الليث بن سعد