الفخر والثمار ، وبها سوق وجامع تقام به الجمعة ، وعليه قطعة أرض من أرض الخندق يتولاها خطيبة ، فلما كانت الحوادث والمحن من سنة ست وثنمانمائة ، خربت قرية الخندق ورحل أهلها منها ونقلت الخطبة من جامعة إلى جامع بالحسينية ، وبقى معطلا من ذكر الله تعالى وإقامة الصلاة مدّة ، ثم في شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة ، هدمه الأمير طوغان الدوادار وأخذ عمده وخشبه ، فلم يبق إلا بقية أطلاله ، وكانت قرية الخندق كأنها م حسنها ضرّة لكوم الريش ، وكانت تجاهها من شرقيها فخربتا جميعا.
صحراء الإهليلج : هذه البقعة شرقيّ الخندق في الرمل ، وإليها كانت تنتهي عمارة الحسينية من جهة باب الفتوح ، وكان بها شجر الإهليلج الهنديّ ، فعرفت بذلك ، وأظن أن هذا الإهليلج كان من جملة بستان ريدان الذي يعرف اليوم موضعه بالريدانية.
ذكر خارج باب النصر
أما خارج القاهرة من جهة باب النصر ، فإنه عند ما وضع القائد جوهر القاهرة ، كان فضاء ليس فيه سوى مصلّى العيد الذي بناه جوهر ، وهذا المصلّى اليوم يصلّى على من مات فيه ، وما برح ما بين هذا المصلى وبستان ريدان الذي يعرف اليوم بالريدانية لا عمارة فيه ، إلى أن مات أمير الجيوش بدر الجماليّ في سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، فدفن خارج باب النصر بحريّ المصلى ، وبني على قبره تربة جليلة ، وهي باقية إلى اليوم هناك ، فتتابع بناء الترب من حينئذ خارج باب النصر ، فيما بين التربة الجيوشية والريدانية ، وقبر الناس موتاهم هناك لا سيما أهل الحارات التي عرفت خارج باب الفتوح بالحسينية ، وهي الريدانية ، وحارة البزادرة وغيرها ، ولم تزل هذه الجهة مقبرة إلى ما بعد السبعمائة بمدّة ، فرغب الأمير سيف الدين الحاج آل ملك في البناء هناك ، وأنشأ الجامع المعروف به في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة ، وعمر دارا وحمّاما ، فاقتدى الناس به وعمروا هناك ، وكان قد بنى تجاه المصلى قبل ذلك الأمير سيف الدين كهرداس المنصوري دارا تعرف اليوم بدار الحاجب ، فسكن في هذه الجهة أمراء الدولة وعملوا فيما بين الريدانية والخندق مناخات الجمال ، وهي باقية هناك ، فصارت هذه الجهة في غاية العمارة ، وفيها من باب النصر إلى الريدانية سبعة أسواق جليلة ، يشتمل كل سوق منها على عدّة حوانيت كثيرة ، فمنها : سوق اللفت ، وهو تجاه باب بيت الحاجب الآن ، عند البئر ، كان فيه من جانبيه حوانيت يباع فيها اللفت ، ومن هذا السوق يشتري أهل القاهرة هذا الصنف والكرنب ، وتعرف هذه البئر إلى اليوم ببئر اللفت ، ويليها سويقة زاوية الخدّام ، وأدركت بهذه السويقة بقية صالحة ، ويلي ذلك سوق جامع آل ملك ، وكان سوقا عامرا فيه غالب ما يحتاج إليه من المآكل والأدوية والفواكه والخضر وغيرها ، وأدركته عامرا. ويليه سويقة السنابطة ، عرفت بقوم من أهل ناحية سنباط سكنوا بها ، وكانت سوقا كبيرا ، وأدركته عامرا. ويليها سويقة أبي ظهير ، وأدركتها عامرة ، ويليها سويقة