وباب القنطرة ، ويمرّ فوقها إلى برّ الخليج الغربيّ ، أنشأها الأمير عز الدين موسك ، قريب السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وكان خيّرا يحفظ القرآن الكريم ويواظب على تلاوته ، ويحب أهل العلم والصلاح ، ويؤثرهم ، ومات بدمشق يوم الأربعاء ثامن عشرى شعبان سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
قنطرة الأمير حسين : هذه القنطرة على الخليج الكبير ، ويتوصل منها إلى برّ الخليج الغربيّ ، فلما أنشأ الأمير سيف الدين حسين بن أبي بكر بن إسماعيل بن حيدر بك الروميّ الجامع المعروف بجامع الأمير حسين في حكر جوهر النوبيّ ، أنشأ هذه القنطرة ليصل من فوقها إلى الجامع المذكور ، وكن يتوصل إليها من باب القنطرة ، فثقل عليه ذلك واحتاج إلى أن فتح في السور الخوخة المعروفة بخوخة الأمير حسين من الوزيرية ، فصارت تجاه هذه القنطرة ، وقد ذكر خبرها عند ذكر الخوخ من هذا الكتاب ، والله تعالى أعلم.
قنطرة باب القنطرة : هذه القنطرة على الخليج الكبير ، يتوصل إليها من القاهرة ، ويمرّ فوقها إلى المقس وأرض الطبالة ، وأوّل من بناها القائد جوهر لما نزل بمناخه وأدار السور عليه وبنى القاهرة ، ثم قدم عليه القرطميّ ، فاحتاج إلى الاستعداد لمحاربته ، فحفر الخندق وبنى هذه القنطرة على الخليج عند باب جنان أبي المسك كافور الإخشيديّ ، الملاصق للميدان والبستان الذي للأمير أبي بكر محمد الإخشيد ، ليتوصل من القاهرة إلى المقس ، وذلك في سنة ثنتين وستين وثلثمائة ، وبها تسمى باب القنطرة ، وكانت مرتفعة بحيث تمرّ المراكب من تحتها وقد صارت في هذا الوقت قريبة من أرض الخليج لا يمكن المراكب العبور من تحتها ، وتسدّ بأبواب خوفا من دخول الزعار إلى القاهرة.
قنطرة باب الشعرية : هذه القنطرة على الخليج الكبير ، يسلك إليها من باب الفتوح ، ويمشي من فوقها إلى أرض الطبالة ، وتعرف اليوم بقنطرة الخرّوبيّ.
القنطرة الجديدة : هذه القنطرة على الخليج الكبير ، يتوصل إليها من زقاق الكحل وخط جامع الظاهر ، ويتوصل منها إلى أرض الطبالة وإلى منية الشيرج وغير ذلك ، أنشأها الملك الناصر محمد بن قلاون في سنة خمس وعشرين وسبعمائة عند ما انتهى حفر الخليج الناصريّ ، وكان ما على جانبي الخليج من القنطرة الجديدة هذه إلى قناطر الإوز عامرا بالأملاك ، ثم خربت شيئا بعد شيء من حين حدث فصل الباردة بعد سنة ستين وسبعمائة ، وفحش الخراب ، هناك منذ كانت سنة الشراقي في زمن الملك الأشرف شعبان بن حسين في سنة سبع وسبعين وسبعمائة ، فلما غرقت الحسينية بعد سنة الشراقي خربت المساكن التي كانت في شرقيّ الخليج ، ما بين القنطرة الجديدة وقناطر الإوز ، وأخذت أنقاضها وصارت هذه البرك الموجودة الآن.
قناطر الإوز : هذه القناطر على الخليج الكبير ، يتوصل إليها من الحسينية ، ويسلك من