سنة خمس وتسعين وثلثمائة فذكر أنه كتب أمانا للعرافة الجوّانية ، فدلّ أنّه كان من جملة الطوائف (١) قوم يعرفون بالجوّانية ، قال ابن عبد الظاهر : قال لي مؤلّفه القاضي زين الدين وفقه الله : إن الجوّانية منسوبة للأشراف الجوّانيين منهم الشريف النسابة الجوّاني. قال مؤلّفه رحمهالله : فعلى هذا يكون بفتح الجيم ، فإن الجوّاني بفتح الجيم وتشديد الواو وفتحها وبعد الواو ألف ساكنة ثمّ نون نسبة إلى جوّان ـ على وزن حرّان ـ وهي قرية من عمل مدينة طيبة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. وعلى القول الأوّل تكون الجوّانية بفتح الجيم أيضا مع فتح الواو وتشديدها ، فإن أهل مصر يقولون : لما خرج عن المدينة أو الدار برّا ، ولمّا دخل جوّا بضم الجيم ـ وهو خطأ ـ ولهذا كان الورّاقون يكتبون حارة الروم البرّانية لأنها من خارج القصر ، ويكتبون حارة الروم الجوّانية لأنّها من داخل القاهرة ، ولا يصار إليها إلا بعد المرور على القصر. وكان موضعها إذ ذاك من وراء القصر خلف دار الوزارة والحجر (٢) ، فكأنها في داخل البلد ، ولذلك أصل. قال ابن سيده في مادة (ج و) من كتاب المحكم : وجوّا البيت داخله ، لفظة شاميّة ، فتعيّن فتح الجيم من الجوّانية ولا عبرة بما تقوله العامّة من ضمّها. وقال الشريف محمد بن أسعد الجوّاني ابن الحسن بن محمد الجواني ابن عبيد الله الجواني بن حسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وقيل لمحمد بن عبد الله الجوّانيّ بسبب ضيعة من ضياع المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام يقال لها الجوّانية ، وكانت تسمّى البصرة الصغرى لخيراتها وغلالها ، لا يطلب شيء إلا وجد بها ، وهي قريبة من صرار (٣) ضيعة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الرضى. وكانت الجوّانية ضيعة لعبيد الله ، فتوفي عنها فورثها بعده ولده وأزواجه ، فاشترى محمد الجوّانيّ ولده بما حصل له بالميراث الباقي من الورثة ، فحصلت له كاملة ، فعرف بها فقيل : الجوّاني. قال : ولم تزل أجداد مؤلّفه ببغداد إلى حين قدوم ولده أسعد النحويّ مع أبيه من بغداد إلى مصر ، ومولده بالموصل في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.
حارة البستان : ويقال لها حارة بستان المصموديّ وحارة الأكراد أيضا ، وهي الآن من جملة الوزيرية التي تقدّم ذكرها.
حارة المرتاحية : هذه الحارة عرفت بالطائفة المرتاحية إحدى طوائف العسكر. قال ابن عبد الظاهر : خطّ باب القنطرة يعرف في كتب الأملاك القديمة بالمرتاحية.
حارة الفرحية : بالحاء المهملة كانت سكن الطائفة الفرحية ، وهي بجوار حارة
__________________
(١) في النجوم الزاهرة ٤ / ٤٤ : قال القاضي زين الدين : إن الجوّانية منسوبة للأشراف الجوانيين ، منهم الشريف النّسابة محمد بن أسعد بن علي بن معمر الجوّاني المتوفى سنة ٥٨٨ ه.
(٢) في النجوم الزاهرة ٤ / ٥٤ : الحجر : قريبة من باب النصر قديما على يمين الخارج من القاهرة.
(٣) في معجم البلدان : صرار.