بسم الله الرّحمن الرّحيم
ذكر حارات القاهرة وظواهرها
قال ابن سيده : والحارة كلّ محلّة دنت منازلها ، قال : والمحلّة منزل القوم. وبالقاهرة وظواهرها عدّة حارات وهى :
حارة بهاء الدين : هذه الحارة كانت قديما خارج باب الفتوح الذي وضعه القائد جوهر (١) عند ما اختطّ أساس القاهرة من الطوب النيء ، وقد بقي من هذا الباب عقدة برأس حارة بهاء الدين (٢) ، وصارت هذه الحارة اليوم من داخل باب الفتوح الذي وضعه أمير الجيوش بدر (٣) الجمالي ، وهو الموجود الآن. وحدّ هذه الحارة عرضا من خطّ باب الفتوح (٤) الآن إلى خطّ حارة الورّاقة بسوق المرحلين ، وحدّها طولا فيما وراء ذلك إلى خطّ باب القنطرة. وكانت هذه الحارة تعرف بحارة الريحانية والوزيرية (٥) وهما طائفتان من طوائف عسكر الخلفاء الفاطميين ، فإنّ بها كانت مساكنهم ، وكان فيها لهاتين الطائفتين دور عظيمة وحوانيت عديدة ؛ وقيل لها أيضا بين الحارتين ، واتصلت العمارة إلى السور ولم تزل الريحانية والوزيرية بهذه الحارة إلى أن كانت واقعة السلطان صلاح الدين يوسف بن أيّوب بالعبيد.
__________________
(١) في النجوم الزاهرة ٤ / ٢٩ : هو أبو الحسن جوهر بن عبد الله القائد المعزّي المعروف بالكاتب ، مولى العزيز لدين الله الفاطمي.
(٢) في النجوم الزاهرة ٤ / ٤٠ : وكانت تسمّى قديما حارة الريحانية ، وتنسب إلى بهاء الدين قراقوش.
(٣) في شذرات الذهب : ٣ / ٣٨٣ : هو بدر الأرمني ، ولي أمرة دمشق سنة ٤٥٥ ه ثم وليها والشام كلّه سنة ٤٥٨ ه ، ثم سار إلى الدار المصرية ـ والمستنصر في غاية الضعف ـ فشيّد دولته وتصرف في الممالك ، وولي وزارة السيف والقلم. توفي سنة ٤٨٨ ه
(٤) في النجوم الزاهرة ٤ / ٤٠ : شرقا.
(٥) انظر الخطط التوفيقية : ٣ / ١٢١.