فأقام في الملك أحدا وأربعين يوما ، وتولى عوضه الملك الأشرف أينال : في ثامن من ربيع الأوّل سنة سبع وخمسين وثمانمائة ، وخلع نفسه في مرض موته في جمادى الأولى سنة خمس وستين وثمانمائة ، فكانت مدّته ثمان سنين وشهرين ، وتولى بعده ولده الملك المؤيد أحمد ثم خلع في ثامن عشر رمضان سنة خمس وستين وثمانمائة ، فكانت مدّته أربعة أشهر. وتولى الملك الظاهر خشقدم تاسع عشر رمضان ، سنة خمس وستين وثمانمائة ، ومات عشر شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وسبعين ، فكانت مدّته نحو ست سنين ونصف.
ثم تولى الملك الظاهر بلباي في حادي عشر الشهر المذكور ، ثم خلع في سابع جمادى الأولى من السنة المذكورة ، فكانت مدّته ستة وخمسين يوما. ثم تولى الملك الظاهر تمربغا في ثامن جمادى الأولى المذكور ، ثم خلع في العشر الأول من شهر رجب الفرد ، سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة ، وكانت مدّته نحو تسعة وخمسين يوما ، وتولى الملك الأشرف قايتباي في ثاني عشر رجب من السنة المذكورة ، وتوفي في ثاني عشري ذي القعدة سنة إحدى وتسعمائة ، فكانت مدّته تسعا وعشرين سنة وأربعة شهور وأياما.
وتولى بعده ولده الملك الناصر محمد في التاريخ المذكور ، ثم قتل بالجيزة في آخر يوم الأربعاء ، النصف من ربيع الأوّل سنة أربع وتسعمائة ، فكانت مدّته سنتين وثلاثة أشهر وأياما. ثم تولى خاله الملك الظاهر قانصوه الأشرفيّ قايتباي في ضحوة يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأوّل المذكور ، ثم خلع في سابع ذي الحجة سنة خمس وتسعمائة ، فكانت مدّته نحو عشرين شهرا. وتولى عوضه الملك الأشرف جان بلاط الأشرفيّ قايتباي ، وأتانا خبرة بمنزله الجديدة في العود من المدينة الشريفة ، في يوم الجمعة سادس عشري ذي الحجة سنة خمس وتسعمائة ، فكانت مدّته ستة شهور وأياما ، ثم خلع في يوم السبت ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ست وتسعمائة وتولى الملك العادل طومان باي الأشرفيّ قايتباي ثم خلع سلخ رمضان من السنة المذكورة ، فكانت مدّته نحو مائة يوم ، وتولى بعده الملك الأشرف قانصوه الغوريّ الأشرفيّ قايتباي مستهل شوال من السنة المذكورة ، انتهى والله تعالى أعلم بالصواب.
تم الجزء الثالث ، ويليه الجزء الرابع
وأوله : «ذكر المساجد الجامعة».