درب الحبيشي : هذا الدرب على يمنة من سلك من خط الزراكشة العتيق طالبا سوق الأبّارين ، وهو بجوار دار خواجا المجاورة لخان منجك ، أصله من جملة القصر النافعي ، وكان يعرف بخط القصر النافعي ، ثم عرف بخط سوق الوراقين ، وهو الآن يعرف بدرب الحبيشي ، وهو الأمير سيف الدين بلبان الحبيشي أحد الأمراء الظاهرية بيبرس.
درب بقولا الصفار : بحارة الروم ، كان يعرف بدرب الرومي الجزار.
درب دغمش : هذا الدرب ينفذ إلى الخوخة التي تخرج قبالة حمّام الفاضل المرسوم لدخول النساء ، كان يعرف قديما بدرب دغمش ، ويقال طغمش ، ثم عرف بدرب كوز الزير ، ويقال كوز الزيت ، ويعرف بدرب القضاة بني غثم من حقوق حارة الروم.
درب أرقطاي : هذا الدرب بحارة الروم ، كان يعرف بدرب الشماع ، ثم عرف بدرب شمخ ، وهو تاج العرب شمخ الحلبي ، ثم عرف بدرب المعظم ، وهو الأمير عز الملك المعظم ابن قوام الدولة جبر ، بجيم وباء موحدة ، ثم عرف بدرب أرسل ، وهو الأمير عز الدين أرسل بن قرأ رسلان الكاملي والد الأمير جاولي المعظمي ، المعروف بجاولي الصغير ، ثم عرف بدرب الباسعردي ، وهو الأمير علم الدين سنجر الباسعردي أحد أكابر المماليك البحرية الصالحية النجمية ، وولي نيابة حلب ، ثم عرف إلى الآن بدرب ابن أرقطاي ، والعامّة تقول رقطاي بغير همز ، وهو أرقطاي الأمير سيف الدين الحاج أرقطاي أحد مماليك الملك الأشرف خليل ابن قلاون ، وصار إلى أخيه الملك الناصر محمد فجعله جمدارا (١) وكان هو والأمير أيتمش نائب الكرك بينهما أخوة ، ولهما معرفة بلسان الترك القيجاقي ، ويرجع إليهما في الياسة التي هي شريعة جنكزخان التي تقول العامّة وأهل الجهل في زماننا هذا حكم السياسة ، يريدون حكم الياسة ، ثم إن الملك الناصر أخرجه مع الأمير تنكر إلى دمشق ، ثم استقرّ في نيابة حمص لسبع مضين من رجب سنة عشر وسبعمائة ، فباشرها مدّة ثم نقله إلى نيابة صفد في سنة ثمان عشرة ، فأقام بها وعمر فيها أملاكا وتربة ، فلما كان في سنة ست وثلاثين طلب إلى مصر وجهز الأمير أيتمش أخوه مكانه وعمل أمير مائة بمصر ، فلما توجه العسكر إلى اياس خرج معهم وعاد ، فكان يعمل نيابة الغيبة إذا خرج السلطان للصيد ، ثم أخرج إلى نيابة طرابلس عوضا عن طينال ، فأقام بها إلى أن توجه الطنبغا إلى طشطمر نائب حلب ، وكان معه بعسكر طرابلس ، فلما جرى من هروب الطنبغا ما جرى ، كان أرقطاي معه ، فأمسك واعتقل بسكندرية ، ثم أفرج عن أرقطاي في أوّل سلطنة الملك الصالح إسماعيل بوساطة الأمير ملكتمر الحجازي وجعل أميرا إلى أن مات الصالح.
__________________
(١) جمدار : موظف يتصدى لإلباس السلطان أو الأمير ثيابه. و (جاما) معناه الثوب و (دار) معناه ممسك.
النجوم الزاهرة ج ٧ ص ١٦٢.