المتحصل وكثرة المصروف في الأنعام على الجواري والخدّام وحواشيهم ، وكانت الكلف في كل سنة ثلاثين ألف ألف دينار ، والمتحصل خمسة عشر ألف ألف ، نحو النصف ، ومرتب السكّر في شهر رمضان كان ألف قنطار ، فبلغ ثلاثة آلاف قناطر.
رحبة الجامع الحاكمي : هذه الرحبة من غير قاهرة المعز التي وضعها القائد جوهر ، وكانت من جملة الفضاء الذي كان بين باب النصر والمصلى ، فلما زاد أمير الجيوش بدر الجمالي في مقدار السور صارت من داخل باب النصر الآن ، وكانت كبيرة فيما بين الحجر والجامع الحاكمي ، وفيما بين باب النصر القديم وباب النصر الموجود الآن ، ثم بني فيها المدرسة القاصدية التي هي تجاه الجامع. وما في صفها إلى حمّام الجاولي ، وبنى فيها الشيخ قطب الدين الهرماس دارا ملاصقة لجدار الجامع ، ثم هدمت كما سيأتي في خبرها إن شاء الله تعالى ، عند ذكر الدور ، وفي موضعها الآن الربع والحوانيت سفله ، والقاعة الجاري ذلك في أملاك ابن الحاجب ، وادركت إنشاءها فيما بعد سنة ثلاثين ، وهذه الرحبة تؤخذ أجرتها لجهة وقف الجامع.
رحبة كتبغا : هذه الرحبة من جملة اصطبل الجميزة ، وهي الآن من خط الصيارف يسلك إليها من الجملون الكبير بسوق الشرابشيين ، ومن خط طواحين الملحيين وغيره ، عرفت بالملك العادل زين الدين كتبغا ، فإنها تجاه داره التي كان يسكنها ، وهو أمير قبل أن يستقرّ في السلطنة ، وسكنها بنوه من بعده ، فعرفت به ، ثم حل وقفها في زمننا وبيعت.
رحبة خوند : هذه الرحبة بآخر حارة زويلة ، فيما بينها وبين سويقة المسعوديّ ، يتوصل إليها من درب الصقالبة ومن سويقة المسعوديّ ، وهي من الرحاب القديمة ، كانت تعرف في أيام الخلفاء برحبة ياقوت ، وهو الأمير ناصر الدولة ياقوت. والي قوص ، أحد أجلّاء الأمراء ، ولما قام طلائع ابن رزبك بالوزارة في سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، هم ناصر الدولة ياقوت بالقيام عليه ، فبلغ طلائع الملقب بالصالح بن رزبك ذلك فقبض عليه وعلى أولاده واعتقلهم في يوم الثلاثاء تاسع عشرى ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ، فلم يزل في الاعتقال إلى أن مات فيه يوم السبت سابع عشر رجب سنة ثلاث وخمسين ، فأخرج الصالح أولاده من الاعتقال وأمّرهم وأحسن إليهم ، ثم عرفت هذه الرحبة من بعده بولده الأمير ربيع الإسلام محمد بن ياقوت ، ثم عرفت في الدولة الأيوبية برحبة ابن منقذ ، وهو الأمير سيف الدولة مبارك بن كامل بن منقذ ، ثم عرفت برحبة الفلك المسيريّ ، وهو الوزير فلك الدين عبد الرحمن المسيري ، وزير الملك العادل أبي بكر بن الملك العادل بن أيوب ، ثم عرفت الآن برحبة خوند ، وهي الست الجليلة أردوتكين ابنة نوغيه السلاح دار ، زوج الملك الأشرف خليل بن قلاون ، وامرأة أخيه من بعده الملك الناصر محمد ، وهي صاحبة تربة الست خارج باب القرافة ، وكانت خيّرة وماتت أيما في سنة أربع وعشرين وسبعمائة.