هناك ، ثم اختطت وعمرت وصارت بها سويقة كبيرة عامرة بأصناف المأكولات ، والخط إنما يعرف برحبة التبن ، وقد خرب بعد سنة ست وثمانمائة.
رحبة الناصرية : هذه الرحبة كانت فيما بين الميدان السلطانيّ والبركة الناصرية أيام كانت تلك الخطة عامرة ، وكان يتفق في ليالي أيام ركوب السلطان إلى الميدان في كل سنة من الاجتماع والإنس ما ستقف على بعض وصفه عند ذكر المنتزهات إن شاء الله تعالى. وقد خربت الأماكن التي كانت هناك ، وجهلت هذه الرحبة إلّا عند القليل من الناس.
رحبة ارغون ازكه : والعامّة تقول رحبة أزكي بياء ، وهي رحبة كبيرة بالقرب من البركة الناصرية ، وهذه الرحبة وما حولها من جملة بستان الزهريّ الآتي ذكره إن شاء الله في الأحكار ، وعرفت بالأمير ارغون أزكي.
ذكر الدور
قال ابن سيدة الدار : المحل يجمع البناء والعرصة التي هي من داريدور ، لكثرة حركات الناس فيها ، والجمع أدور ، وأدؤر ، وديار ، وديارة ، وديارات ، وديران ، ودور ، ودورات ، والدارة لغة في الدار ، والدار البلد ، والبيت من الشعر ، ما زاد على طريقة واحدة. وهو مذكر يقع على الصغير والكبير. وقد يقال للمبنيّ والبيت ، أخص من غير الأبنية التي هي الأخبية بيت ، وجمع البيت أبيات وأبابيت ، وبيوت وبيوتات ، والبيت أخص من الدار ، فكلّ دار بيت ، ولا ينعكس. ولم تكن العرب تعرف البيت إلّا الخباء ، ثم لما سكنوا القرى والأمصار وبنوا بالمدر واللبن سموا منازلهم التي سكنوها دورا وبيوتا ، وكانت الفرس لا تبيح شريف البنيان ، كما لا تبيح شريف الأسماء إلّا لأهل البيوتات ، كصنيعهم في النواويس والحمامات والقباب الخضر والشرف على حيطان الدار وكالعقد على الدهليز.
دار الأحمدي : هذه الدار من جملة حارة بهاء الدين ، وبها مشترف عال فوق بدنة من بدنات سور القاهرة ، ينظر منه أرض الطبالة وخارج باب الفتوح ، وهي إحدى الدور الشهيرة ، عرفت بالأمير بيبرس الأحمدي.
بيبرس الأحمدي : ركن الدين أمير جاندار ، تنقل في الخدم أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى أن صار أمير جاندار أحد المقدّمين ، فلما مات الملك الناصر قوي عزم قوصون على إقامة الملك المنصور أبي بكر بعد أبيه ، وخالف بشتاك ، فلما نسب المنصور إلى اللعب حضر إلى باب القصر بقلعة الجبل وقال : أيّ شيء هذا اللعب ، فلما ولي الناصر أحمد أخرجه لنيابة صفد فأقام بها مدة ، ثم أحس من الناصر أحمد بسوء فخرج من صفد بعسكره إلى دمشق ، وليس بها نائب ، فهمّ الأمراء بإمساكه ، ثم أخروا ذلك وأرسلوا إليه الإقامة ، فقدم البريد من الغد بإمساكه ، فكتب الأمراء من دمشق إلى السلطان