ودركوس وتلميش وكفر دين ورعبان ومرزبان وكينوك وأدنة والمصيصة.
وصار إليه من البلاد التي كانت مع المسلمين ، دمشق وبعلبك وعجلون وبصرى وصرخد والصلت وحمص وتدمر والرحبة وتل ناشر وصهيون وبلاطيس وقلعة الكهف والقدموس والعليقة والخوابى والرصافة ومصياف والقليعة والكرك والشوبك.
وفتح بلاد النوبة وبرقة وعمر الحرم النبويّ ، وقبة الصخرة ببيت المقدس ، وزاد في أوقاف الخليل عليهالسلام ، وعمر قناطر شبرامنت بالجيزية ، وسور الإسكندرية ، ومنار رشيد ، وردم فم بحر دمياط ، ووعر طريقه ، وعمر الشواني وعمر قلعة دمشق وقلعة الصبيبة ، وقلعة بعلبك ، وقلعة الصلت ، وقلعة صرخد ، وقلعة عجلون ، وقلعة بصرى ، وقلعة شيزر وقلعة حمص ، وعمر المدرسة بين القصرين بالقاهرة ، والجامع الكبير بالحسينية خارج القاهرة ، وحفر خليج الإسكندرية القديم ، وباشره بنفسه ، وعمر هناك قرية سماها الظاهرية ، وحفر بحر أشموم طناح على يد الأمير بلبان الرشيديّ ، وجدّد الجامع الأزهر بالقاهرة ، وأعاد إليه الخطبة ، وعمر بلد السعيدية من الشرقية بديار مصر ، وعمر القصر الأبلق بدمشق وغير ذلك.
ولما مات كتم موته الأمير بدر الدين بيلبك الخازندار عن العسكر ، وجعله في تابوت وعلقه ببيت من قلعة دمشق ، وأظهر أنه مريض ، ورتب الأطباء يحضرون على العادة ، وأخذ العساكر والخزائن ومعه محفة محمولة في الموكب محترمة ، وأوهم الناس أن السلطان فيها وهو مريض ، فلم يجسر أحد أن يتفوّه بموت السلطان ، وسار إلى أن وصل إلى قلعة الجبل بمصر وأشيع موته رحمهالله تعالى.
جامع ابن اللبان
هذا الجامع بجسر الشعيبية المعروف بجسر الأفرم ، عمره الأمير عز الدين أيبك الأفرم في سنة ثلاث وتسعين وستمائة. قال ابن المتوّج : وكان سبب عمارته أنه لما كثرت الخلائق في خطة هذا الجامع ، قصد الأفرم أن يجعل خطبة في المسجد المعروف بمسجد الجلالة الذي ببركة الشقاف ظاهر سور الفسطاط المستجدّ ، وأن يزيد فيه ويعمره كما يختار ، فمنعه الفقيه مؤتمن الدين الحارث بن مسكين وردّه عن غرضه ، فحسن له الصاحب تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الصاحب بهاء الدين عليّ بن حنا عمارة هذا الجامع في هذه البقعة ، لقربه منه فعمره في شعبان سنة ثلاث وتسعين وستمائة ، لكنه هدم بسببه عدّة مساجد ، وعرف هذا الجامع في زمننا هذا بالشيخ محمد بن اللبان الشافعيّ ، لإقامته فيه ، وأدركناه عامرا ، وقد انقطعت منه في هذه المحن إقامة الجمعة والجماعة لخراب ما حوله وبعد البحر عنه.