حدود الثلاثين والثمانمائة ، ثم وسع فيه الشيخ أحمد بن محمد الأنصاريّ العقاد الشهير بالأزراريّ ، ومات في ثاني عشر ربيع الأوّل سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة.
جامع الست حدق
هذا الجامع بخط المريس في جانب الخليج الكبير مما يلي الغرب ، بالقرب من قنطرة السدّ التي خارج مدينة مصر ، أنشأته الست حدق دادة الملك الناصر محمد بن قلاون ، وأقيمت فيه الخطبة يوم الجمعة لعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ، وإلى حدق هذه ينسب حكر الست حدق الذي ذكر عند ذكر الأحكار من هذا الكتاب.
جامع ابن غازي
هذا الجامع خارج باب البحر من القاهرة بطريق بولاق ، أنشأه نجم الدين بن غازي دلال المماليك ، وأقيمت فيه الخطبة في يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى ، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ، وإلى اليوم تقام فيه الجمعة ، وبقية الأيام لا يزال مغلق الأبواب لقلة السكان حوله.
جامع التركمانيّ
هذا الجامع في المقس ، وهو من الجوامع المليحة البناء ، أنشأه الأمير بدر الدين محمد التركمانيّ ، وكان ما حوله عامرا عمارة زائدة ، ثم تلاشى من الوقت الذي كان فيه الغلاء زمن الملك الأشرف شعبان بن حسين ، وما برح حاله يختل إلى أن كانت الحوادث والمحن من سنة ست وثمانمائة ، فخرب معظم ما هنالك ، وفيه إلى اليوم بقايا عامر لا سيما بجوار هذا الجامع.
التركمانيّ محمد ، وينعت بالأمير بدر الدين محمد بن الأمير فخر الدين عيسى التركمانيّ ، كان أوّلا شادّا ، ثم ترقى في الخدم حتى ولي الجيزة ، وتقدّم في الدولة الناصرية ، فولاه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون شادّ الدواوين ، والدولة حينئذ ليس فيها وزير ، فاستقلّ بتدبير الدولة مدّة أعوام ، وكان يلي نظر الدولة تلك الأيام كريم الدين الصغير ، فغص به وما زال يدبر عليه حتى أخرجه السلطان من ديار مصر ، وعمله شادّ الدواوين بطرابلس ، فأقام هناك مدّة سنتين ثم عاد إلى القاهرة بشفاعة الأمير تنكز نائب الشام ، وولي كشف الوجه البحريّ مدّة ، ثم أعطي أمرة طبلخاناه ، وأعطي أخوه عليّ أمرة عشرة ، وولده إبراهيم أيضا أمرة عشرة ، وكان مهابا صاحب حرمة باسطة وكلمة نافذة ، ومات عن سعادة طائلة بالمقس في ربيع الأوّل سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وهو أمير.