اثنتين وستين ، خامر الأمير بيدمر نائب الشام على الأمير يلبغا العمريّ القائم بتدبير دولة الملك المنصور ، ووافقه جماعة من الأمراء منهم الأمير منجك ، فخرج الأمير يلبغا بالمنصور والعساكر من قلعة الجبل إلى البلاد الشامية ، فوافى دمشق ومشى الناس بينه وبين الأمير بيدمر حتى تمّ الصلح ، وحلف الأمير يلبغا أنه لا يؤذي بيدمر ولا منجك ، فنزلا من قلعة دمشق وقيدهما وبعث بهما إلى الإسكندرية فسجنا بها إلى أن خلع الأمير يلبغا المنصور وأقام بدله الملك الأشرف شعبان بن حسين وقتل الأمير يلبغا ، فأفرج الملك الأشرف عن منجك وولاه نيابة السلطنة بدمشق عوضا عن الأمير عليّ الماردانيّ في جمادى الأولى سنة تسع وستين ، فلم يزل في نيابة دمشق إلى أن حضر إلى السلطان زائرا في سنة سبعين بتقادم كثيرة جليلة ، وعاد إلى دمشق وأقام بها إلى أن استدعاه السلطان في سنة خمس وسبعين إلى مصر وفوّض إليه نيابه السلطنة بديار مصر ، وعمله أتابك العساكر وجعل تدبير المملكة إليه ، وأن يخرج الأمّهات للبلاد الشامية ، وأن يولي ولاة أقاليم مصر والكشاف ويخرج الإقطاعات بمصر من عبرة ستمائة دينار إلى ما دونها ، وكانت عادة النوّاب قبله أن لا يخرج من الإقطاعات إلّا ما عبرته أربعمائة دينار فما دونها ، فعمل النيابة على قالب جائر وحرمة وافرة إلى أن مات حتف أنفه في يوم الخميس التاسع والعشرين من ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة ، وله من العمر نيف وستون سنة ، وشهد جنازته سائر الأعيان ، ودفن بتربته المجاورة لجامعه هذا ، وله سوى الجامع المذكور من الآثار بديار مصر خان منجك في القاهرة ، ودار منجك برأس سويقة العزي بالقرب من مدرسة السلطان حسن ، وله بالبلاد الشامية عدّة آثار من خانات وغيرها رحمهالله.
الجامع الأخضر
هذا الجامع خارج القاهرة بخط فم الخور ، عرف بذلك لأنّ بابه وقبته فيهما نقوش وكتابات خضر ، والذي أنشأه خازندار الأمير شيخو واسمه ... (١).
جامع البكجريّ
هذا الجامع بحكر البكجريّ قريبا من الدكة ، تعطلت الصلاة فيه منذ خربت تلك الجهات.
جامع السروجيّ
هذا الجامع بحكر ... (٢).
__________________
(١) بياض في الأصل.
(٢) بياض في الأصل.