منشرا ، وكان قبل ذلك قد جدّد عمارته شخص يعرف بالفقيه زين الدين ريحان بعد سنة تسعين وسبعمائة ، وعمر بجانبه مساكن ، وهو الآن عامر بعمارة ما حوله.
جامع الست مسكة
هذا الجامع بالقرب من قنطرة آق سنقر التي على الخليج الكبير خارج القاهرة ، أنشأته الست مسكة جارية الملك الناصر محمد بن قلاون ، وأقيمت فيه الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ، وقد ذكرت مسكة هذه عند ذكر الأحكار.
جامع ابن الفلك
هذا الجامع بسويقة الجميزة من الحسينية خارج القاهرة ، أنشأه مظفر الدين بن الفلك.
جامع التكروريّ
هذا الجامع في ناحية بولاق التكروريّ ، وهذه الناحية من جملة قرى الجيزة ، كانت تعرف بمنية بولاق ، ثم عرف ببولاق التكروريّ ، فإنه كان نزل بها الشيخ أبو محمد يوسف بن عبد الله التكروريّ ، وكان يعتقد فيه الخير وجرّبت بركة دعائه وحكيت عنه كرامات كثيرة ، منها أن امرأة خرجت من مدينة مصر تريد البحر ، فأخذ السودان ابنها وساروا به في مركب وفتحوا القلع ، فجرت السفينة وتعلقت المرأة بالشيخ تستغيث به ، فخرج من مكانه حتى وقف على شاطيء النيل ودعا الله سبحانه وتعالى فسكن الريح ووقفت السفينة عن السير ، فنادى من في المركب يطلب منهم الصبيّ فدفعوه إليه وناوله لأمّه ، وكان بمصر رجل دباغ أتاه عفص فأخذه منه أصحاب السلطان ، فأتى إلى الشيخ وشكا إليه ضرورته ، فدعا ربه فردّ الله عليه عفصه بسؤال أصحاب السلطان له في ذلك ، وكان يقال له لم لا تسكن المدينة فيقول : إني أشمّ رائحة كريهة إذا دخلتها. ويقال أنه كان في خلافة العزيز بن المعز ، وأن الشريف محمد بن أسعد الجوانيّ جمع له جزأ في مناقبه ، ولما مات بني عليه قبة وعمل بجانبه جامع جدّده ووسعه الأمير محسن الشهابيّ مقدّم المماليك ، وولى تقدمة المماليك عوضا عن الطواشي عنبر السحرتيّ ، أوّل صفر سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ومات في ... (١) ثم أن النيل مال على ناحية بولاق هذه فيما بعد سنة تسعين وسبعمائة ، وأخذ منها قطعة عظيمة كانت كلها مساكن ، فخاف أهل البلدان أن يأخذ ضريح الشيخ والجامع لقربهما منه ، فنقلوا الضريح والجامع إلى داخل البلد وهو باق إلى يومنا هذا.
__________________
(١) بياض في الأصل.