والمغيرية أتباع مغيرة بن سعيد العجليّ ، وهو أيضا من الروافض ، ومن شنائعه قوله أن أعضاء معبودهم على صورة حروف الهجاء ، فالألف على صورة قدميه ، وزعم أنه رجل من نور على رأسه تاج من نور ، وزعم أن الله كتب بإصبعه أعمال العباد من طاعة ومعصية ، ونظر فيهما وغضب من معاصيهم فعرق ، فاجتمع من عرقه بحران عذب ومالح ، وزعم أنه بكلّ مكان ، لا يخلو عنه مكان. والمنهالية أصحاب منهال بن ميمون. والزرارية أتباع زرارة بن أعين.
واليونسية أتباع يونس بن عبد الرحمن القميّ ، وكلهم من الروافض ، وسيأتي ذكرهم إن شاء الله تعالى ، ومنهم أيضا السابية والشاكية والعملية والمستثنية والبدعية والعشرية والأتربة ، ومنهم الكرّامية أتباع محمد بن كرّام السجستانيّ وهم طوائف الهيضمية والإسحاقية والجندية وغير ذلك ، إلا أنهم يعدّون فرقة واحدة ، لأنّ بعضهم لا يكفر بعضا وكلهم مجسمة ، إلّا أن فيهم من قال : هو قائم بنفسه ، ومنهم من قال هو أجزاء مؤتلفة ، وله جهات ونهايات ، ومن قول الكرّامية أن الإيمان هو قول مفرد ، وهو قول لا إله إلّا الله ، وسواء اعتقد أو لا ، وزعموا أن الله جسم وله حدّ ونهاية من جهة السفل ، وتجوز عليه ملاقاة الأجسام التي تحته ، وإنه على العرش والعرش مماس له ، وأنه محل الحوادث من القول والإرادة والإدراكات والمرئيات والمسموعات ، وأن الله لو علم أحدا من عباده لا يؤمن به ، لكان خلقه إياهم عبثا ، وأنه يجوز أن يعزل نبيا من الأنبياء والرسل ، ويجوز عندهم على الأنبياء كل ذنب لا يوجب حدّا ولا يسقط عدالة ، وأنه يجب على الله تعالى تواتر الرسل ، وأنه يجوز أن يكون إمامان في وقت واحد ، وأن عليا ومعاوية كانا إمامين في وقت واحد ، إلّا أن عليا كان على السنة ومعاوية على خلافها ، وانفرد ابن كرّام في الفقه بأشياء منها أنّ المسافر يكفيه من صلاة الخوف تكبيرتان ، وأجاز الصلاة في ثوب مستغرق في النجاسة ، وزعم أن الصلاة والصوم والزكاة والحج وسائر العبادات تصح بغير نية ، وتكفي نية الإسلام ، وأن النية تجب في النوافل ، وأنه يجوز الخروج من الصلاة بالأكل والشرب والجماع عمدا ، ثم البناء عليها ، وزعم بعض الكرّامية أن لله علمين أحدهما يعلم به جميع المعلومات والآخر يعلم به العلم الأوّل.
الفرقة الثالثة القدرية : الغلاة في إثبات القدرة للعبد في إثبات الخلق والإيجاد ، وأنه لا يحتاج في ذلك إلى معاونة من جهة الله تعالى.
الفرقة الرابعة المجبرة : الغلاة في نفي استطاعة العبد قبل الفعل وبعده ومعه ، ونفي الاختيار له ، ونفي الكسب ، وهاتان الفرقتان متضادّتان ، ثم افترقت المجبرة على ثلاث فرق.
الجهمية أتباع جهم بن صفوان الترمذيّ مولى راسب ، وقتل في آخر دولة بني أميّة ،