هاجر الخصائص ، ومن قوله الإيمان هو المعرفة والإقرار ، والإيمان فعل ما يجب في العقل فعله ، فأوجب الإيمان بالعقل قبل ورود الشرع ، وفارق الغسانية واليونسية في ذلك.
والتؤمنية : أتباع أبي معاذ التؤمنيّ الفيلسوف ، زعم أن من ترك فريضة لا يقال له فاسق على الإطلاق ، ولكن ترك الفريضة فسق ، وزعم أن هذه الخصال التي تكون جملتها إيمانا ، فواحدة ليست بإيمان ، ولا بعض إيمان ، وأن من قتل نبيا كفر لا لأجل القتل بل لاستخفافه به وبغضه له.
ومن فرق المرجئة ، المريسية : أتباع بشر بن غياث المريسيّ ، كان عراقيّ المذهب في الفقه ، تلميذ للقاضي أبي يوسف يعقوب الحضرميّ ، وقال بنفي الصفات وخلق القرآن ، فأكفرته الصفاتية بذلك ، وزعم أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى ، ولا استطاعة مع الفعل ، فأكفرته المعتزلة بذلك. وزعم أن الإيمان هو التصديق بالقلب ، وهو مذهب ابن الربوبدي ، ولما ناظره الشافعيّ في مسألة خلق القرآن ونفي الصفات قال له : نصفك كافر لقولك بخلق القرآن. ونفي الصفات ، ونصفك مؤمن لقولك بالقضاء والقدر وخلق اكتساب العباد. وبشر معدود من المعتزلة لنفيه الصفات وقوله بخلق القرآن.
ومن فرق المرجئة الصالحية ، أتباع صالح بن عمرو بن صالح والجحدرية أتباع جحدر بن محمد التميميّ والزيادية أتباع محمد بن زياد الكوفيّ والشبيبية أتباع محمد بن شبيب والنقاضية والبهشمية. ومن المرجئة جماعة من الأئمة ، كسعيد بن جبير ، وطلق بن حبيب ، وعمرو بن مرّة ، ومحارب بن دثار ، وعمرو بن ذر ، وحماد بن سليمان ، وأبي مقاتل. وخالفوا القدرية والخوارج والمرجئة في أنهم لم يكفروا بالكبائر ، ولا حكموا بتخليد مرتكبها في النار ، ولا سبوا أحدا من الصحابة ، ولا وقعوا فيهم.
وأوّل من وضع الإرجاء أبو محمد الحسن بن محمد المعروف بابن الحنفية بن عليّ بن أبي طالب ، وتكلم فيه وصارت المرجئة بعده أربعة أنواع : الأوّل مرجئة الخوارج ، الثاني مرجئة القدرية ، الثالث مرجئة الجبرية ، الرابع مرجئة الصالحية. وكان الحسن بن محمد ابن الحنفية يكتب كتبه إلى الأمصار يدعو إلى الإرجاء ، إلّا أنه لم يؤخر العمل عن الإيمان كما قال بعضهم ، بل قال أداء الطاعات وترك المعاصي ليس من الإيمان ، لا يزول بزوالها. وقال ابن قتيبة أوّل من وضع الإرجاء بالبصرة حسان بن بلال بن الحارث المزنيّ ، وذكر بعضهم أن أوّل من وضع الإرجاء أبا سلت السمان ، ومات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
الفرقة السادسة الحرورية : الغلاة في إثبات الوعيد والخوف على المؤمنين ، والتخليد في النار مع وجود الإيمان ، وهم قوم من النواصب الخوارج ، وهم مضادّون المرجئة في النفي والإثبات والوعد والوعيد ، ومن مفرداتهم أن من ارتكب كبيرة فهو مشرك ، ومذهب عامّة الخوارج أنه كافر وليس بمشرك. وقال بعضهم هو منافق في الدرك الأسفل من النار ،