بلاد المغرب ، وكانت له في أرض مصر وبلاد الشام أخبار وقصص ، وعرفت له مواقف عديدة في الحرب مع الفرنج ، وآثار في المصافات ، وله في أبواب البرّ أفعال حسنة ، وله بمدينة الفيوم مدرستان إحداهما للشافعية والأخرى للمالكية ، وبنى مدرسة بمدينة الرها ، وسمع الحديث من السلفيّ وابن عوف ، وكان عنده فضل وأدب ، وله شعر حسن ، وكان جوادا شجاعا مقداما شديد البأس عظيم الهمة كثير الإحسان ، ومات في نواحي خلاط ليلة الجمعة تاسع شهر رمضان سنة سبع وثمانين وخمسمائة ، ونقل إلى حماه فدفن بها في تربة بناها على قبره ابنه الملك المنصور محمد.
مدرسة العادل
هذه المدرسة بخط الساحل بجوار الربع العادليّ من مدينة مصر الذي وقف على الشافعيّ ، عمرها الملك العادل أبو بكر بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ، درس بها قاضي القضاة تقيّ الدين أبو عليّ الحسين بن شرف الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الفقيه جلال الدين أبي محمد عبد الله بن نجم بن شاس بن نزار بن عشائر بن عبد الله بن محمد بن شاس. فعرفت به ، وقيل لها مدرسة ابن شاس إلى اليوم ، وهي عامرة ، وعرف خطها بالقشاشين وهي للمالكية.
مدرسة ابن رشيق
هذه المدرسة للمالكية ، وهي بخط حمّام الريش من مدينة مصر ، كان الكاتم من طوائف التكرور لما وصلوا إلى مصر في سنة بضع وأربعين وستمائة ، قاصدين الحج ، دفعوا للقاضي علم الدين بن رشيق مالا بناها به ، ودرّس بها فعرفت به ، وصار لها في بلاد التكرور سمعة عظيمة ، وكانوا يبعثون إليها في غالب السنين المال.
المدرسة الفائزية
هذه المدرسة في مصر بخط ... (١) أنشأها الصاحب شرف الدين هبة الله بن صاعد بن وهيب الفائزيّ قبل وزارته ، في سنة ست وثلاثين وستمائة ، ودرّس بها القاضي محيي الدين عبد الله بن قاضي القضاة شرف الدين محمد بن عين الدولة ، ثم قاضي القضاة صدر الدين موهوب الجزريّ ، وهي للشافعية.
المدرسة القطبية
هذه المدرسة بالقاهرة في خط سويقة الصاحب بداخل درب الحريريّ ، كانت هي
__________________
(١) بياض في الأصل.