مسجدا يعرف بمسجد سنقر السعديّ الذي بنى المدرسة السعدية ، فهدمه الأمير الطواشي سعد الدين بشير الجمدار الناصريّ ، وبنى موضعه هذه المدرسة في سنة إحدى وستين وسبعمائة ، وجعل بها خزانة كتب ، وهي من المدارس اللطيفة.
المدرسة المهمندارية
هذه المدرسة خارج باب زويلة فيما بين جامع الصالح وقلعة الجبل ، يعرف خطها اليوم بخط جامع الماردانيّ خارج الدرب الأحمر ، وهي تجاه مصلّى الأموات على يمنة من سلك من الدرب الأحمر طالبا جامع الماردانيّ ، ولها باب آخر في حارة اليانسية بناها الأمير شهاب الدين أحمد بن أقوش العزيزيّ المهمندار ، ونقيب الجيوش في سنة خمس وعشرين وسبعمائة ، وجعلها مدرسة وخانقاه ، وجعل طلبة درسها من الفقهاء الحنفية ، وبنى إلى جانبها القيسارية والربع الموجودين الآن.
مدرسة ألجاي
هذه المدرسة خارج باب زويلة بالقرب من قلعة الجبل ، كان موضعها وما حولها مقبرة ، ويعرف الآن خطها بخط سويقة العزي ، أنشأها الأمير الكبير سيف الدين الجاي في سنة ثمان وستين وسبعمائة ، وجعل بها درسا للفقهاء الشافعية ، ودرسا للفقهاء الحنفية ، وخزانة كتب ، وأقام بها منبرا يخطب عليه يوم الجمعة ، وهي من المدارس المعتبرة الجليلة ، ودرّس بها شيخنا جلال الدين البنانيّ الحنفيّ ، وكانت سكنه.
ألجاي بن عبد الله اليوسفيّ الأمير سيف الدين ، تنقل في الخدم حتى صار من جملة الأمراء بديار مصر ، فلما أقام الأمير الأستدمر الناصريّ بأمر الدولة بعد قتل الأمير يلبغا الخاصكي العمريّ ، في شوّال سنة ثمان وستين وسبعمائة ، قبض على الجاي في عدّة من الأمراء وقيدهم وبعث بهم إلى الإسكندرية ، فسجنوا إلى عاشر صفر سنة تسع وستين ، فأفرج الملك الأشرف شعبان بن حسين عنه وأعطاه أمرة مائة ، وتقدمة ألف ، وجعله أمير سلاح برّاني ، ثم جعله أمير سلاح أتابك العساكر ، وناظر المارستان المنصوريّ عوضا عن الأمير منكلي بغا الشمسيّ ، في سنة أربع وسبعين وسبعمائة ، وتزوّج بخوند بركة أم السلطان الملك الأشرف ، فعظم قدره واشتهر ذكره ، وتحكم في الدولة تحكما زائدا إلى يوم الثلاثاء سادس المحرّم سنة خمس وسبعين وسبعمائة ، فركب يريد محاربة السلطان بسبب طلبه ميراث أمّ السلطان بعد موتها ، فركب السلطان وأمراؤه وبات الفريقان ليلة الأربعاء على الاستعداد للقتال إلى بكرة نهار الأربعاء تواقع الجاي مع أمراء السلطان إحدى عشرة وقعة انكسر في آخرها الجاي وفرّ إلى جهة بركة الحبش ، وصعد من الجبل من عند الجبل الأحمر إلى قبة النصر ووقف هناك ، فاشتدّ على السلطان فبعث إليه خلعة بنيابة حماه ، فقال لا أتوجه إلّا