عشر صفر سنة تسع وخمسين وستمائة ، فأقام في النيابة نحو شهر ، وصرفه الأمير علاء الدين طيبرس الوزيريّ. فلما خرج السلطان إلى الشام في سنة إحدى وستين وستمائة ، وأقام بالطور ، أعطاه أمرة بمصر وطبلخاناه في ربيع الآخر منها ، ومات في ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وستمائة ، ودفن بقبة هذه الخانقاه.
خانقاه شيخو
هذه الخانقاه في خط الصليبة خارج القاهرة تجاه جامع شيخو ، أنشأها الأمير الكبير سيف الدين شيخو العمريّ في سنة ست وخمسين وسبعمائة ، كان موضعها من جملة قطائع أحمد بن طولون ، وآخر ما عرف من خبره أنه كان مساكن للناس ، فاشتراها الأمير شيخو من أربابها وهدمها في المحرّم من هذه السنة ، فكانت مساحة أرضها زيادة على فدّان ، فاختط فيها الخانقاه وحمّامين وعدّة حوانيت يعلوها بيوت لسكنى العامّة ، ورتب بها دروسا عدّة ، منها أربعة دروس لطوائف الفقهاء الأربعة ، وهم الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة ، ودرسا للحديث النبويّ ، ودرسا لإقراء القرآن بالروايات السبع ، وجعل لكلّ درس مدرّسا وعنده جماعة من الطلبة ، وشرط عليهم حضور الدرس وحضور وظيفة التصوّف ، وأقام شيخنا أكمل الدين محمد بن محمود في مشيخة الخانقاه ، ومدرّس الحنفية ، وجعل إليه النظر في أوقاف الخانقاه ، وقرّر في تدريس الشافعية الشيخ بهاء الدين أحمد بن عليّ السبكيّ ، وفي تدريس المالكية الشيخ خليلا ، وهو متجند الشكل وله إقطاع في الحلقة. وفي تدريس الحنابلة قاضي القضاة موفق الدين الحنبليّ ، ورتب لكل من الطلبة في اليوم الطعام واللحم والخبز ، وفي الشهر الحلوى والزيت والصابون ، ووقف عليها الأوقاف الجليلة ، فعظم قدرها واشتهر في الأقطار ذكرها ، وتخرّج بها كثير من أهل العلم ، وأربت في العمارة على كل وقف بديار مصر إلى أن مات الشيخ أكمل الدين في شهر رمضان سنة ست وثمانين وسبعمائة ، فوليها من بعده جماعة ، ولما حدثت المحن كان بها مبلغ كبير من المال الذي فاض عن مصروفها ، فأخذه الملك الناصر فرج ، وأخذت أحوالها تتناقص حتى صار المعلوم يتأخر صرفه لأرباب الوظائف بها عدّة أشهر ، وهي إلى اليوم على ذلك.
الخانقاه الجاولية
هذه الخانقاه على جبل يشكر بجوار مناظر الكبش ، فيما بين القاهرة ومصر ، أنشأها الأمير علم الدين سنجر الجاوليّ في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ، وقد تقدّم ذكرها في المدارس.
خانقاه الجيبغا المظفري
هذه الخانقاه خارج باب النصر فيما بين قبة النصر وتربة عثمان بن جوشن السعوديّ ، أنشأها الأمير سيف الدين الجيبغا المظفريّ ، وكان بها عدّة من الفقراء يقيمون بها ولهم فيها