نفيسة وقصت عليها الخبر وأسلمت هي وابنها وحسن إسلامهما.
وذكر غير واحد من علماء الأخبار بمصر أن هذا قبر السيدة نفيسة بلا خلاف ، وقد زار قبرها من العلماء والصالحين خلق لا يحصى عددهم. ويقال أن أوّل من بنى على قبر السيدة نفيسة عبيد الله بن السري بن الحكم أمير مصر ، ومكتوب في اللوح الرخام الذي على باب ضريحها ، وهو الذي كان مصفحا بالحديد بعد البسملة ما نصه ، نصر من الله وفتح قريب ، لعبد الله ووليه معدّ أبي تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المكرّمين ، أمر بعمارة هذا الباب السيد الأجل أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الأنام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين عضّد الله به الدين وأمتع بطول بقائه المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته ، وشدّ عضده بولده الأجل الأفضل سيف الإمام جلال الإسلام شرف الأنام ناصر الدين خليل أمير المؤمنين ، زاد الله في علائه وأمتع المؤمنين بطول بقائه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ، والقبة التي على الضريح جدّدها الخليفة الحافظ لدين الله في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، وأمر بعمل الرخام الذي بالمحراب.
مشهد السيدة كلثوم
هي كلثوم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، موضعه بمقابر قريش بمصر بجوار الخندق ، وهي أمّ جعفر بن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ، كانت من الزاهدات العابدات.
سنا وثنا
يقال أنهما من أولاد جعفر بن محمد الصادق ، كانتا تتلوان القرآن الكريم في كلّ ليلة ، فماتت إحداهما ، فصارت الأخرى تتلو وتهدي ثواب قراءتها لأختها حتى ماتت.
ذكر مقابر مصر والقاهرة المشهورة
القبر مدفن الإنسان ، وجمعه قبور ، والمقبرة موضع القبر. قال سيبويه : المقبرة ليس على الفعل ، ولكنه اسم ، وقبره يقبره : دفنه. وأقبره جعل له قبرا. واعلم أنّ لأهل مدينة مصر ولأهل القاهرة عدّة مقابر وهي : القرافة ، فما كان منها في سفح الجبل يقال له القرافة الصغرى ، وما كان منها في شرقيّ مصر بجوار المساكن يقال له القرافة الكبرى ، وفي القرافة الكبرى كانت مدافن أموات المسلمين منذ افتتحت أرض مصر واختط العرب مدينة الفسطاط ، ولم يكن لهم مقبرة سواها ، فلما قدم القائد جوهر من قبل المعز لدين الله وبنى