نفيه فعبر على القدس وفلسطين وعرّفهم مقالته فتبعوه ، وقالوا بقوله ، وقدّم عدّة أساقفة يعقوبية ، ومات وهو منفيّ في رابع توت ، فكانت مدّة بطركيته أربع عشرة سنة ، وبقي كرسيّ المملكة بغير بطرك مدّة مملكة مرقيانوس ، وقيل بل قدّم برطاوس ، وقد اختلف في تسمية اليعقوبية بهذا ، فقيل إن ديسقورس كان يسمي قبل بطركية يعقوب ، وأنه كان يكتب وهو منفيّ إلى أصحابه بأن يثبتوا على أمانة المسكين المنفيّ يعقوب ، وقيل بل كان له تلميذ اسمه يعقوب ، وكان يرسله وهو منفيّ إلى أصحابه فنسبوا إليه ، وقيل بل كان يعقوب تلميذ ساويرس بطرك أنطاكية ، وكان على رأي ديسقورس ، فكان ساويرس يبعث يعقوب إلى النصارى ويثبتهم على أمانة ديسقورس فنسبوا إليه ، وقيل بل كان يعقوب كثير العبادة والزهد يلبس خرق البراذع ، فسمي يعقوب البراذعيّ من أجل ذلك ، وأنه كان يطوف البلاد ويردّ الناس إلى مقالة ديسقورس ، فنسب من اتبع رأيه إليه وسموا يعقوبية. ويقال ليعقوب أيضا يعقوب السروجيّ.
وفي أيام مرقيانوس كان سمعان الحبيس صاحب العمود ، وهو أوّل راهب سكن صومعة ، وكان مقامه بمغارة في جبل أنطاكية ، ولما مات مرقيانوس وثب أهل الإسكندرية على برطاوس البطرك وقتلوه في الكنيسة وحملوا جسده إلى الملعب الذي بناه بطليموس وأحرقوه بالنار من أجل أنه ملكيّ الاعتقاد فكانت مدّة بطركيته ست سنين ، وأقاموا عوضه طيماتاوس ، وكان يعقوبيا ، فأقام ثلاث سنين ، وقدم قائد من قسطنطينية فنفاه ، وأقام عوضه ساويرس ، وكان ملكيا ، فأقام اثنتين وعشرين سنة ومات في سابع مسري. فلما ملك زنبون بن لاون الروم ، أكرم اليعقوبية وأعزهم لأنه كان يعقوبيا ، وكان يحمل إلى دير يوقنا كلّ سنة ما يحتاج إليه من القمح والزيت ، وهرب ساويرس من كرسيّ الإسكندرية إلى وادي هيب ، ورجع طيماتاوس من نفيه ، فأقام بطركا سنتين ومات. فأقيم بعده بطرس فأقام ثماني سنين وسبعة أشهر وستة أيام ومات في رابع هتور ، فأقيم بعده اثناسيوس ، فأقام سبع سنين ومات في العشرين من توت ، وفي أيامه احترق الملعب الذي بناه بطلميوس. وأقيم يوحنا في بطركية الإسكندرية ، وكان يعقوبيا ، فأقام تسع سنين ومات في رابع بشنس ، فخلا الكرسيّ بعده سنة ، ثم أقيم يوحنا الحبيس ، فأقام إحدى وعشرين سنة ومات في سابع عشري بشنس. فأقيم بعده ديسقورس الجديد ، فأقام سنتين وخمسة أشهر ومات في سابع عشر بابه ، وكتب إيليا بطرك القدس إلى نسطاس ملك الروم بأن يرجع عن مقالة اليعقوبية إلى مقالة الملكية ، وبعث إليه جماعة من الرهبان بهدية سنية ، فقبل هديته وأجاز الرهبان بجوائز جليلة وجهز له مالا جزيلا لعمارة الكنائس والديارات والصدقات ، فتوجه ساويرس إلى نسطاس وعرّفه أن الحق هو اعتقاد اليعقوبية ، فأمر أن يكتب إلى جميع مملكته بقبول قول ديسقورس وترك المجمع الخلقدونيّ ، فبعث إليه بطرك أنطاكية بأن هذا الذي فعلته غير واجب ، وأن المجمع الخلقدونيّ هو الحق ، فغضب الملك ونفاه وأقام بدله ، فأمر إيليا