فاشترى فضة ، فأقام بها ثلاثا وأربعين ليلة.
قال زيد : قيل لأبي (١) ثور : إنّ عبد الرزّاق يقول : ختم على سماعي من سفيان ، سمعته مع هشام بن يوسف فختمت عليه حتى نسخته (٢) ، فقال أبو ثور : ما رأيته عند سفيان ، ولقد افتقدته أيام قدم علينا سفيان محلوق الرأس ضعيفا (٣) ، فقال لإنسان : ما له؟ قال : كان مريضا ففقه من مرضه ، فلذلك حلق رأسه ، قال زيد : وهكذا يفعل أهل تلك الناحية إذا مرض الرجل فيرى حلق رأسه (٤).
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن ابنة أحمد بن إبراهيم ، قال : سمعت جدي ـ يعني أحمد ـ يقول : نا سلمة بن شبيب ، قال :
قلت لأحمد بن حنبل ، يا أبا عبد الله ، عبد الرزّاق أعجب إليك أم هشام بن يوسف؟ فقال : لا ، بل عبد الرزّاق ، قلت : إنّي سمعت عبد الرزّاق يقول : كان هشام بن يوسف يكتب لنا عند الثوري ونحن ننظر في الكتاب ، فإذا فرغ ختم (٥) الكتاب ، فقال أحمد بن حنبل : إنّ الرجل ربما نظر مع الرجل في الكتاب وهو أعلم بالحديث منه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال (٦) : سمعت يحيى بن معين يقول :
كان عبد الرزّاق ـ في حديث معمر : أثبت من هشام بن يوسف ، وكان هشام بن يوسف أثبت من عبد الرزّاق في حديث ابن جريح وكان أقرأ لكتب ابن جريج من عبد الرزّاق ، وكان أعلم بحديث سفيان الثوري من عبد الرزّاق.
__________________
(١) بالأصل : لابن ثور ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، وهو إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان ، أبو ثور الكلبي ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٣٤٤.
(٢) العبارة في المعرفة والتاريخ ١ / ٧٢١ حدثني زيد بن المبارك ، قال : قيل لأبي ثور : ابن همام يقول : كنا نختم على إملاء سفيان حتى كتبناه.
(٣) العبارة في المعرفة والتاريخ : ما رأيته عند سفيان ولقد رأيته بعد ما خرج سفيان ورأيته محلوقا.
(٤) زيد بعدها في المعرفة والتاريخ : ثم يخرج.
(٥) بالأصل : أختم.
(٦) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١١ / ٤٥١ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٥٦٥.