مجاهد ـ ثم اتفقوا ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.
أنه كان مع النبي صلىاللهعليهوسلم ـ وقال أبو مصعب : مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ فآذاه القمل في رأسه ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وقال أبو أحمد : النبي صلىاللهعليهوسلم ـ : «احلق رأسك وصم» ـ وفي حديث أبي مصعب : فأمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يحلق رأسه ، وقال : «صم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين ، مدّين مدّين لكلّ إنسان ، أو انسك شاة» [٧٤٠١].
كذا رواه أبو أحمد ، عن البغوي ، ووهم في قوله عن مجاهد ، فإنّ مصعبا لم يذكره في روايته عن مالك ، وقد وافق مصعبا وأبا مصعب على إسقاط مجاهد من هذا الإسناد جماعة من أصحاب مالك ، سمعوه منه بأحسن ، منهم محمّد بن إدريس الشافعي.
أخبرنا بحديثه أبو محمّد عبد الجبار بن أحمد البيهقي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الأرموي ، أنا أبو النصر شافع بن محمّد ، أنا أبو جعفر الطحاوي ، أنا إسماعيل بن يحيى المزني ، ومحمّد بن عبد الله بن عبد الكريم ، قالا : أنا الشافعي ، عن مالك ، عن عبد الكريم الجزري ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، فذكره.
قال الشافعي : غلط مالك في هذا الحديث ، الحفاظ حفظوه عن عبد الكريم ، عن مجاهد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.
يعني الشافعي بالحفاظ : سفيان بن عيينة وغيره ممن رواه عن عبد الكريم كذلك.
وبلغني عن أبي جعفر الطحاوي أنه قال : لم يخطئ مالك فيه وإنّما أخطأ فيه الشافعي ، لأن ابن وهب رواه عن مالك على الصواب.
وهذا وهم من الطحاوي ، فإنّ جماعة قد رووه كما رواه الشافعي ، وإنّما الأمر فيه من مالك ، فإنّه كذلك ، رواه أخيرا ، ولعله عارضه ، شك في ذكر مجاهد فتركه ، وكذلك كانت عادة مالك.
وكذا رواه أشهب بن عبد العزيز ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وسعيد بن كثير بن عفير ، وعبد الله بن يوسف ، ويحيى بن عبد الله بن بكير.
ورواه عن مالك جماعة من أصحابه سمعوه منه قديما فذكروا مجاهدا في إسناده ، منهم عبد الله بن وهب ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، وإبراهيم بن طهمان ، والحسين بن الوليد