مقدمة الكتاب
قيل ـ عن مقدمة الكتاب : إنها آخر ما يكتب منه وأول ما يقرأ وهذه المقدمة ينبغي أن تكون أوّل ما يقرأ من أجزاء هذا الكتاب ، وإن لم تكن آخر ما كتب ، فبدون قراءتها لا تتضح الطريقة التي سيتمّ تأليف «المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية» على أساسها.
ليس الطريق إلى العمل في هذا المعجم سهلا ، ولا الوصول إلى الغاية فيه ممكنا ، فلا المؤلفات القديمة تمكن المرء من الحصول على بغيته منها لقلة ما ورد فيها عن هذه البلاد ، ولا المؤلفات الحديثة أولت هذا الجانب عناية تتيح للباحث الاستفادة ، وتغنيه عن البحث والاستقصاء. بل ليس هناك مؤلفات حديثة عنيت بهذا الجانب من الدراسات الجغرافية ، ولهذا فالسير في هذا الطريق يشبه السير في صحراء المتنبي :
يتلوّن الخرّيت من خوف التّوى |
|
فيها كما تتلوّن الحرباء |
ومن هنا يدرك القارىء جانبا مما عاناه أولئك الإخوة المسهمون في هذا المعجم من المشقة ، وما بذلوه من الجهد ، فلقد سلكوا طريقا غير ممهّد ، حين قاموا بجمع مواد مؤلفاتهم معتمدين على مشاهداتهم الخاصة أثناء رحلات مكررة في المناطق التي تحدثوا عنها ، يضاف إلى هذا ما لاقوه من عناء البحث والتنقيب في المؤلفات القديمة عما يتعلق بالمواضع التي حددوها. إذ العمل ـ في جوهره ـ لا يقتصر على تحديد الموضع المعروف ، بل يمتدّ إلى دراسة المواضع الأثرية التي ورد ذكرها في الأخبار أو الأشعار ، أو في مؤلفات العلماء المتقدمين. وهذا جانب مهمّ في الموضوع لا يصحّ