حدّثني محمّد بن على الصوري ـ من حفظه مذاكرة ـ حدّثنا أبو الحسين بن جميع حدّثنا محمّد بن يوسف الرقى ـ أبو عبد الله. قال الصوري : وهو مشهور عندنا أن كنيته أبو عبد الله.
قال :حدّثنا سليمان بن أحمد الطبرانيّ حدّثنا إسحاق الدبرى حدّثنا عبد الرّزّاق عن معمر عن الزهري عن أنس. قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر ، فيأمر الله تعالى جبريل أن يأتيهم فيسألهم وهو أعلم بهم ، فيقول : من أنتم؟ فيقولون : نحن أصحاب الحديث. فيقول الله تعالى : ادخلوا الجنة على ما كان منكم ، طالما كنتم تصلون على نبيي في دار الدّنيا» (١). أو كما قال.
هذا حديث موضوع ، والحمل فيه على الرقى. والله أعلم.
حدّثنا القاضي أبو العلاء محمّد بن على الواسطيّ ـ من أصل كتابه العتيق ـ قال حدّثنا أبو بكر محمّد بن يوسف بن يعقوب الرقى ببغداد ـ وكان حافظا ـ قال سمعت عثمان بن أحمد الدّقّاق يقول سمعت محمّد بن عبيد الله المنادى يقول : لا جزى الله يحيى بن معين عنى خيرا ، قدمت واسط العراق وبها هشيم وأبو هدبة ، فقلت : يا أبا زكريا ، من ترى أن ألزم؟ فقال : الزم أبا هدبة ، فإن عنده عن أنس عاليا. فتركت هشيما ولزمت أبا هدبة ومات هشيم ، فلا جزاه الله خيرا. وهذه الحكاية باطلة ، لأن هشيما انتقل قديما عن واسط إلى بغداد فسكنها وبها كانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة ، ولابن المنادى إذ ذاك اثنتا عشرة سنة. وسمع من أبي هدبة ببغداد بعد موت هشيم بمدة طويلة ، ولا نعلم له سماعا إلا بعد سنة تسعين ومائة ، والله أعلم.
قال لي أبو العلاء الواسطيّ : كان هذا الرقى يكتنى بأبى بكر وأبى عبد الله. وسمعت منه مع أبي عبد الله بن بكير في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ، وكان مولده في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
حدّث ببغداد عن أبيه ، وعن أبي بكر بن الأنباريّ ، ومحمّد بن مخلد العطّار ،
__________________
(١) انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ٢٦٠. واللآلئ المصنوعة ١ / ١١٢. والفوائد المجموعة. ٢٩١. وإتحاف السادة المتقين ٥ / ٥٥.
(٢) ١٨٥٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٤٣ في المطبوعة.