حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق بن إسماعيل بن علي الخطبي قال : مات أبو بكر المروزيّ محمّد بن يحيى بن سليمان في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين (١).
سكن دمشق وحدّث بها عن أبي بكر ، وعثمان ابني أبي شيبة ، وعقبة بن مكرم العمى. وإبراهيم بن سعد الجوهري ، وسلمة بن شبيب ، وأحمد بن منيع ، ومحمّد بن عمرو بن أبي مذعور ، وعبيد بن محمّد الورّاق ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه. روى عنه أبو بكر النّقّاش المقرئ ، وأبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة الدمشقي ، وغيرهما.
حدّثنا على بن أحمد الرّزّاز حدّثنا محمّد بن الحسن بن زياد النّقّاش ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن يحيى البغداديّ أبو سعيد المعروف بحامل كفنه ـ بدمشق ـ حدّثنا عبيد بن محمّد الورّاق. قال : كان بالرملية رجل يقال له عمّار ، وكانوا يقولون إنه من الأبدال. فاشتكى البطن ، فذهبت ـ أعوده ـ وقد بلغني عنه رؤيا رآها فقلت له : رؤيا حكوها عنك؟ فقال لي : نعم! رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في النوم فقلت : يا رسول الله ادع لي بالمغفرة ، فدعا لي. ثم رأيت الخضر بعد ذلك فقلت : ما تقول في القرآن؟ فقال : كلام الله وليس بمخلوق. فقلت : ما تقول في النبيذ؟ قال : أنهى الناس عنه. فقلت : هو ذا أنهاهم وليس ينتهون! فقال : من قبل فقد قبل ومن لم يقبل فدعه. قلت ما تقول في بشر بن الحارث؟ قال : مات بشر يوم مات وما على ظهر الأرض أحد أتقى لله منه. قلت : فأحمد بن حنبل؟ فقال لي : صديق. فقلت له : فحسين الكرابيسي ، فغلظ في أمره. فقلت : فما تقول في خالتي؟ فقال : لي تمرض وتعيش سبعة أيام ثم تموت فلما أن ماتت قلت حقت الرؤيا ، فلما كان بعد رأيته فقلت له : كيف صار مثلك يجيء إلى مثلي؟ فقال لي : ببرك والديك ، وإقالتك العثرات.
بلغني أن المعروف بحامل كفنه توفى وغسل وكفن وصلى عليه ودفن فلما كان في الليل جاء نباش فنبش عنه ، فلما حل أكفانه ليأخذها استوى قاعدا فخرج النباش هاربا منه ، فقام فحمل كفنه وخرج من القبر وجاء إلى منزله وأهله يبكون فدق
__________________
(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦١٤.
(٢) ١٨٧٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٦ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٣٠ ـ ١٣١.