أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : أبو سعيد المؤدّب اسمه محمّد بن مسلم بن أبي الوضاح ، وكان من حي من قضاعة من أنفسهم ، وكان أصله جزريا ، فلما كان أبو جعفر المنصور على الجزيرة ضم أبا سعيد إلى المهدي والمهدي يومئذ ابن عشر سنين أو نحوها ، فقدم معه إلى بغداد ، ثم ضم أبو جعفر المنصور إلى المهدي سفيان بن حسين ، فضم المهدي أبا سعيد المؤدّب إلى علي بن المهدي ، فلم يزل معه إلى أن مات أبو سعيد ببغداد في خلافة موسى أمير المؤمنين ، فدفن في مقابر الخيزران ، وكان منزله بالرصافة ، وكان ثقة(١).
حدّث عن : أبي سعيد الأصمعي. روى عنه : محمّد بن الفيض بن محمّد الغساني الدمشقي.
ذكره أبو الحسين بن المنادي في جملة من كان قاطنا ببغداد من أهل الصلاح والفضل ، فقال فيما.
حدّثنا الحسن بن علي الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا ابن المنادي. قال : ومنهم أبو بكر محمّد بن مسلم القنطريّ ، كان ينزل قنطرة البردان ، وكان يشبه في الزهد والورع والشغل عن الدّنيا وأهلها ببشر بن الحارث ، وكان قوته شيئا يسيرا ، وإنما كان ـ فيما أخبرت عنه ـ يكتب «جامع سفيان الثوري» لقوم لا يشك في صلاحهم ببضعة عشر درهما ، فمنها قوته. قالوا : وكان له ابن أخت حدّث ، فرآه يلعب بالطيور ، فدعا الله أن يميته ، فما أمسى يومه ذلك إلا ميتا.
حدّثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال : سمعت علي بن عبد الله الهمدانيّ بمكة يقول سمعت مظفر بن سهل المقرئ يقول : قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذى : دخلت على أبي بكر بن مسلم ـ صاحب قنطرة بردان ـ يوم عيد ، فوجدت عليه قميصا مرقوعا نظيفا مطبقا ، وقدامه قليل خرنوب
__________________
(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥.
(٢) ١٦٦٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٣٤٧ في المطبوعة.
(٣) ١٦٦٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٣٤٨ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٦٢.