إملاء ـ حدّثنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الخرقيّ حدّثني محمّد بن أبي هارون أبو الفضل الورّاق حدّثنا أبو موسى الأنصاري قال سمعت العيثم بن معاوية ـ ووصفه أبو موسى بصلاح! قال : من ظلم فلم ينتصر بيد ولا بلسان ، ولم يحقد بقلب ، فذاك يضيء نوره في الناس.
خال أبي عمر الزّاهد صاحب ثعلب روى عنه أبو عمر أخبارا عن الناشئ ، وابن مسروق الطوسي ، وأبى العبّاس المبرد ، وغيرهم.
في كتابي عن إبراهيم بن مخلد. قال أخبرنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزّاهد أخبرني السيّارى أبو الحسن أحمد بن إبراهيم عن الناشئ. قال : كتب على بن هشام إلى إسحاق الموصلي يتشوقه ، فكتب إليه إسحاق : وصل إلى منك كتاب يرتفع عن قدري ، ويقصر عنه شكرى ، ولو لا ما قد عرفت من معانيه ، لظننت أن الرسول غلط وأراد غيرى فقصدني ، وأما ما ذكرت من التشوق ، واللوعة والتحرق ، فلولا ما حلفت عليه ، وصرفت الألية إليه ، لقلت :
يا من شكا ـ عبثا ـ إلينا شوقه |
|
فعل المشوق وليس بالمشتاق |
لو كنت مشتاقا إلىّ تريدني |
|
ما طبت نفسا ساعة بفراق |
وحفظتني حفظ الخليل خليله |
|
ووفيت لي بالعهد والميثاق |
هيهات قد حدثت أمور بعدنا |
|
وشغلت باللّذات عن إسحاق |
أخبرنا على بن محمّد بن عبد الله بن بشر أن المعدّل قال أنشدنا أبو عمر الزّاهد قال أنشدنى السّيّارى قال أنشدنى المبرد :
النّحو يبسط من لسان الألكن |
|
والمرء تعظمه إذا لم يلحن |
فإذا أردت من العلوم أجلّها |
|
فأجلّها منها مقيم الألسن |
حدّثني الأزهرى قال قال لي أبو بكر بن حميد قلت لأبى عمر الزّاهد : من هو السّيّارى؟ فقال : خال لي كان رافضيا مكث أربعين سنة يدعوني إلى الرفض فلم أستجب له ، ومكثت أربعين سنة أدعوه إلى السنة فلم يستجب لي!
__________________
(١) ١٩١٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٩٧ في المطبوعة.
انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٢١٢. واللسان ١ / ١٣٣. واللباب ٢ / ١٦٣. وذيل ميزان الاعتدال برقم ٦١.