تقلد الأمر وبويع له بالخلافة بعد أن قبض على الطائع لله.
فحدّثني الحسن بن أبي بكر. قال : ولد القادر بالله في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة في صفر أو شهر ربيع الأول ـ شك الحسن في ذلك ـ وحدّثنا الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله : أن مولد القادر بالله في يوم الثلاثاء التاسع من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين.
قال الحسن بن أبي بكر : وتقلد القادر بالله ـ يعنى الخلافة ـ يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
حدّثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي : أن أم القادر بالله يمنى مولاة عبد الواحد بن المقتدر ، قال : وكانت من أهل الدين والفضل والخير ، وتوفيت يوم الخميس الثاني والعشرين من شعبان وصلى عليها القادر بالله في داره ، ثم حملت بعد صلاة العشاء الآخرة من ليلة السبت الرابع والعشرين من شعبان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة في الطيار إلى الرصافة فدفنت هنالك.
رأيت القادر بالله دفعات ، وكان أبيض حسن الجسم ، كث اللحية طويلها مخضبا ، وكان من الستر والديانة وإدامة التهجد بالليل ، وكثرة البر والصدقات على صفة اشتهرت عنه ، وعرف بها عند كل أحد ، مع حسن المذهب وصحة الاعتقاد. وكان صنف كتابا في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أصحاب الحديث ، وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز ، وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن. وكان الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهدى ، ويحضر الناس سماعه.
وتوفى القادر بالله في ليلة الاثنين الحادي عشر من ذى الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، ودفن ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء في دار الخلافة ، بعد أن صلى عليه
__________________
(١) ١٩٦٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٦٤٤ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٢٠.