كان له في جامع المنصور مجلس وعظ يتكلم فيه على طريقة أهل التصوف ، وحدّث عن جعفر بن محمّد الخالدي ، والحسن بن رشيق المصري ، وأبى بكر بن المقري الأصبهانى ، وغيرهم. كتبت عنه شيئا يسيرا.
أخبرنا أبو الحسين بن السّمّاك حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص الخالدي الشيخ الصّالح ـ قرئ عليه وأنا أسمع ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي حدّثنا عبد الله بن الحكم عن سيّار بن حاتم حدّثنا جعفر بن سليمان قال سمعت مالكا يقول : قرأت في التوراة : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته من القلوب كما ينزل المطر على الصفا.
وقد حدّثنا عن أبي بكر بن السّمّاك حديثا مظلم الإسناد ، منكر المتن ، فذكرت روايته عن ابن السّمّاك لأبى القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي فقال : لم يدرك أبا عمرو بن السّمّاك هو أصغر من ذاك لكنه وجد جزءا فيه سماع أبي الحسين ابن أبي عمرو بن السّمّاك من أبيه ، وكان لأبى عمرو بن السّمّاك ابن يسمى محمّدا ويكنى أبا الحسين ، فوثب على ذلك السماع وادعاه لنفسه.
قال الصيرفي : ولم يدرك الخالدي أيضا ولا عرف بطلب العلم ، إنما كان يبيع السمك في السوق إلى أن صار رجلا كبيرا ، ثم سافر وصحب الصّوفيّة بعد ذلك.
قال لي أبو الفتح محمّد بن أحمد المصري : لم أكتب ببغداد عمن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة ، أحدهم أبو الحسين بن السّمّاك. مات ابن السّمّاك في يوم الأربعاء الرابع من ذى الحجة سنة أربع وعشرين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب ، بعد أن صلى عليه في جامع المدينة ، وكان يذكر أنه ولد في مستهل المحرم سنة ثلاثين وثلاثمائة.
سمع أبا الحسن الدّارقطنيّ ، وعلى بن عمر السكرى ، وأبا القاسم بن حبابة. كتبت عنه وكان صدوقا.
__________________
(١) ٢٠٨٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٧٦٩ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٣٧. وميزان الاعتدال ١ / ٩٣.
(٢) ٢٠٨٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٧٧٠ في المطبوعة.